نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 92
كذلك " قلنا : هو أكمل ممن يكون من شأنه أن يكونان له ، أما من غيره فممنوع ولا نسلم أنهما بالمعنى الذي ثبته الخصم كما لأن لله تعالى . ثم هو معارض بما أن حسن الوجه أكمل من قبيحة ، فلو لم يكن الله تعالى كذلك لكان أحدنا أكمل منه ، وهو محال . فإن قلت : هذا من صفات الأجسام ، والله تعالى منزه عنها . قلت : لم لا يجوز أن يكون السميع والبصير كذلك . وعن أدلة السمع : أن العقل منع من إجرائها على ظواهرها ، فوجب تأويلها بالعلم كما سبق أو تفويض علمها إلى الله تعالى كسائر الآيات المشعرة بالتجسيم . البحث السادس : في كونه تعالى متكلما اتفق المسلمون على إطلاق لفظ المتكلم عليه تعالى ، لكن اختلفوا في معناه . فقالت المعتزلة معناه كونه تعالى خالقا لأصوات مخصوصة دالة على معان مخصوصة في محال مخصوصة عند إرادته أمرا ليعبر بها عنه ، وظاهر أن كلامه تعالى بهذا التفسير حادث . وقالت الأشعرية : أنه متكلم بمعنى قائم بذاته قديم دلت عليه هذه العبارات الحادثة . والكلام عند بعضهم لفظ مشترك بين ذلك المعنى والعبارة الدالة عليه ، وعند بعضهم حقيقة في المعنى مجاز في العبارة ، وعند بعضهم بالعكس . وقالت الحنابلة أنه عبارة عن الحروف والأصوات المسموعة مع أن كلامه قديم . والحق أنه حقيقة في العبارة دون المعنى المدلول . لنا : أنه المتبادر إلى الفهم عند إطلاق لفظ الكلام دونه ، وإذا كان كذلك
92
نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 92