نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 25
وأنكره السمنية 1 ) مطلقا واعترف به جماعة من المهندسين في علمي الحساب والهندسة وأنكروه في الإلهيات . وزعموا أن الغاية في المسائل الإلهية الأخذ بالأولى والأخلق دون الجزم ، فإنه لا سبيل إليه . لنا إن النظر في المثال المذكور استلزم العلم ، فالنظر المفيد للعلم موجود . احتج المنكرون مطلقا بوجوه : ( الأول ) إن العلم بكون النتيجة الحاصلة عن النظر علما غير ضروري ، لأن كثيرا ما ينكشف الأمر بخلافه ، ولا نظري وإلا لدار أو تسلسل . ( الثاني ) إن المطلوب إن كان معلوما استحال طلبه ، لأن تحصيل الحاصل محال . وإن كان مجهولا فكيف يعلم إذا وجده أنه هو الذي كان مطلوبه . ( الثالث ) إن الإنسان قد يجزم بصحة دليل زمانا مديدا ثم يظهر له بعد حين فساده بدليل آخر ، والاحتمال في الثاني قائم وكذا في الثالث والرابع ، ومع قيام الاحتمال لا يحصل اليقين . واحتج المنكرون للنظر في الإلهيات بوجهين : ( أحدهما ) أن الحقائق الإلهية غير متصورة ، فاستحال الحكم عليها ، فامتنع طلبها . ( الثاني ) إن أظهر الأشياء وأقربها من الإنسان هويته ، وللناس فيها اختلافات لا يمكن الجزم بواحد منها ، وإذا كان حاله في معرفة أقرب الأمور إليه كذلك فما ظنك بأبعدها عنه مناسبة . ( والجواب عن الأول ) أنه ضروري ، وكل من رتب مقدمات تعينية ترتيبا منتجا علم بالضرورة كون الحاصل عنها علما ولم ينكشف الأمر بخلافه البتة .
1 ) طائفة من الهند .
25
نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 25