نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 130
وذلك معجزة قاهرة ظاهرة ، إذ ظهور مثل هذا الكتاب على مثل ذلك الإنسان الخالي عن البحث والطلب والمطالعة والتعلم لا يمكن إلا بوحي من الله وإلهام والعلم به ضروري . ( الثالث ) إنه عليه السلام نقلت عنه معجزات كثيرة : كنبوع الماء من بين أصابعه ، وتسبيح الحصى في كفه ، وحنين الجذع إليه ، وانشقاق القمر ، وإقبال الشجر ، وإطعام الخلق الكثير من الطعام القليل شبعا في مواضع ، ونحو ذلك مما دونه العلماء ورووا أنه ألف معجزة . فهذه المعجزات وإن كان كل واحد منها مرويا بطريق الآحاد إلا أنا نعلم بالضرورة أنها ليست بأسرها كذبا ، بل لا بد أن يصدق بعضها ، وأيها صدق ثبت به ظهور المعجز على يده موافقا لدعواه . وهذا هو المسمى بالتواتر المعنوي كشجاعة علي عليه السلام وسخاوة حاتم . وأما بيان كبرى القياس الأول فمن وجوه : ( الأول ) إن ظهور المعجز على يد مدعي النبوة مقارنا لدعواه وموافقا لها لما كان من خواص النبي كان كل من اتصف به نبيا ، فلما اتصف به محمد عليه السلام علمنا كونه كذلك . ( الثاني ) إنه لو كان كاذبا فيما ادعاه من النبوة لما جاز أن يخلق الله تعالى المعجز على يديه مقارنا لدعواه ، لكن اللازم باطل فالملزوم مثله . بيان الملازمة : إن العقل يضطر عنده مشاهدة المعجز مقرونا بدعوى المدعي إلى تصديقه ، فلو كان كاذبا لكان تعالى قد صدق الكاذب ، لكن تصديق الكاذب مستلزم لتجهيل الخلق وإغرائهم بالقبيح ، وهو غير جائز على الله ، فثبت أنه لو كان كاذبا لما جاز إظهار المعجز على يده . وأما بطلان اللازم : فلما مر .
130
نام کتاب : قواعد المرام في علم الكلام نویسنده : ابن ميثم البحراني جلد : 1 صفحه : 130