نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 86
الثالث : إجماع السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن يليهم على ذمها كذلك ، وتقبيحها والهروب عنها - إلى أن قال : - فهو بحسب الاستقراء ، إجماع ثابت ، فدل على أن كل بدعة ليست بحق ، بل هي من الباطل . الرابع : أن متعقل البدعة يقتضي ذلك بنفسه ، لأنه من باب مضادة الشارع وإطراح الشرع ، وكل ما كان بهذه المثابة فمحال أن ينقسم إلى حسن وقبيح [1] وأن يكون منه ما يمدح ومنه ما يذم ، إذ لا يصح في معقول ولا منقول استحسان مشاقة الشارع " [2] . إلى هنا تم الكلام في تحديد البدعة من حيث كون الموضوع بسيطا ومركبا ، ويترتب عليه أنه لا تعم البدعة غير الشريعة ، كالعادات والصناعات والأعلام وغيرها ، بل يستخرج حكمها من الكتاب والسنة بنفس عناوينها ، لا بما هي بدعة ، فربما تكون حلالا وأخرى حراما ، لكن ليس كل حرام بدعة . كما سيأتي . 2 - البدعة إشاعة ودعوة إذا كانت البدعة هي إدخال ما ليس في الدين فيه أو نقصه منه في مجال العقيدة والشريعة ، فهل يتحقق مفهومها بقيام الشخص بذلك العمل ، وحده في بيته ومنزله ، كأن يزيد في صلاته ما ليس فيها أو ينقص منها شيئا ، أو أنه ليس ببدعة وإن كان عمله باطلا وبفعله عاصيا ؟ بل البدعة تتوقف على إشاعة فكرة خاطئة في العقيدة ، أو عمل غير مشروع في المجتمع ودعوتهم إليه بعنوان أنه من الشرع ، ولك أن تستظهر ذلك القيد من الآيات والروايات ، فإن عمل المشركين في التحليل
[1] لا يخفى أن الإمام الشاطبي يقول في كلمته هذه بالحسن والقبح العقليين مع أنه خلاف مذهبه ، لاحظ الصفحة 114 من الإعتصام . [2] الإعتصام 1 : 141 - 142 .
86
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 86