responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 71


والمقصود في المقام هو المعنى الأول .
وقال الراغب : الإبداع إنشاء صنعة بلا احتذاء ولا اقتداء ، والبدعة في المذهب إيراد قول لم يستن قائلها وفاعلها فيه بصاحب الشريعة وأماثلها المتقدمة وأصولها المتقنة [1] .
وقال الفيروزآبادي : البدعة - بالكسر - الحدث في الدين بعد الإكمال أو ما استحدث بعد النبي من الأهواء والأعمال [2] .
إلى غير ذلك من الكلمات المماثلة للغويين ، ولا نطيل الحديث بنقل غير ما ذكر .
والإمعان في هذه الكلمات يثبت بأن البدعة في اللغة وإن كانت شاملة لكل جديد لم يكن له مماثل سواء أكان في الدين ، أم العادات ، كالأطعمة والألبسة والأبنية والصناعات وما شاكلها ، ولكن البدعة التي ورد النص على حرمتها هي ما استحدثت بعد رسول الله من الأهواء والأعمال في أمور الدين ، وينص عليه الراغب في قوله : " البدعة في المذهب إيراد قول لم يستن قائلها وفاعلها فيه " ، ونظيره قول القاموس : " الحدث في الدين بعد الإكمال " .
كل ذلك يعرب عن أن إطار البدعة المحرمة ، هو الإحداث في الدين ، ويؤيده قوله سبحانه في نسبة الابتداع إلى النصارى بإحداثهم الرهبانية وإدخالهم إياها في الديانة المسيحية ، قال سبحانه : { ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها } [3] .
فقوله سبحانه : { ما كتبناها عليهم } يعني ما فرضناها عليهم ولكنهم نسبوها



[1] المفردات : ص 38 و 39 .
[2] القاموس المحيط 3 : 6 .
[3] الحديد : 27 .

71

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست