نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 656
لا تضيف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك . فقال الله تعالى : صدقت يا آدم ، إنه لأحب الخلق إلي ، وإذ سألتني بحقه ، فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك " . ذكره الطبري ، وزاد فيه : " وهو آخر الأنبياء من ذريتك " [1] . وأما التوسل بعد خلقه في مدة حياته ، فمن ذلك الاستغاثة به ( صلى الله عليه وآله ) عند القحط وعدم الأمطار ، وكذلك الاستغاثة به من الجوع ونحو ذلك مما ذكرته في مقصد المعجزات ومقصد العبادات في الاستسقاء ، ومن ذلك استغاثة ذوي العاهات به ، وحسبك ما رواه النسائي والترمذي عن عثمان بن حنيف أن رجلا ضريرا أتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ادع الله أن يعافيني ، قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء : " اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك في حاجتي لتقضى ، اللهم شفعه في " وصححه البيهقي وزاد : " فقام وقد أبصر " . وأما التوسل به ( صلى الله عليه وآله ) بعد موته في البرزخ وهو أكثر من أن يحصى أو يدرك باستقصاء وفي كتاب " مصباح الظلام في المستغيثين بخير الأنام " للشيخ أبي عبد الله ابن النعمان طرف من ذلك . إن لابن حجر العسقلاني مقاما شامخا عند أهل الحديث ، لا يعدل عنه إلى غيره إلا بدليل وهو خريت فن الحديث وأستاذه ، فكلامه يعرب عن تسليمه صحة ما نقل من الأحاديث التي تقدمت في الفصول السابقة . * * * أخي العزيز : لقد عالجت في هذا الفصل مسألة التوسل التي قد أثارت في بعض الأجواء قلقا واضطرابا ، ولو أن إخواننا نظروا إلى كتاب الله وسنة نبيه نظرة