نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 642
يستطيعون ذلك ، أي كشف ضر مسهم أو تحويله عنهم إلى غيرهم ، فعند ذلك تبطل ربوبيتهم فلا يستحقون العبادة ، وإلى ذلك المعنى يشير سبحانه بقوله : { قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا } . هذا هو الدليل الأول الذي أبطل به سبحانه ألوهيتهم وربوبيتهم واستحقاقهم للعبادة . ثم إنه سبحانه عاد إلى الاحتجاج عليهم بدليل آخر وحاصله : أن الذين تعبدونهم وتزعمون أنهم يستطيعون كشف الضر وتحويله - نفس هؤلاء - يدعون الله تعالى ويطلبون القربة إليه بفعل الخيرات حتى أن الأقرب منهم يبتغي الوسيلة إلى الله فكيف بغير الأقرب ، والجميع يرجون رحمة الله ويخافون عذابه ، إن عذاب ربك كان محذورا ، فإذا كان الحال كذلك فاللازم عليكم ترك عبادة هؤلاء ورفضهم والإقبال على عبادة الله تبارك وتعالى وإلى ذلك يشير قوله سبحانه في الآية الثانية : { أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا } . فأشار { بأولئك } إلى آلهتهم ، وبقوله : { الذين يدعون } إلى عبادتهم لهم ، ثم وصف آلهتهم بالجمل التالية وهي ، هؤلاء الآلهة : 1 - يبتغون إلى ربهم الوسيلة . 2 - الذي هو أقربهم إلى الله يبغي الوسيلة فكيف بغير الأقرب . 3 - والجميع الأقرب وغير الأقرب { يرجون رحمته ويخافون عذابه إن عذاب ربك كان محذورا } فالآيتان بصدد إبطال إلوهية هؤلاء وعدم استحقاقهم للعبادة لعدم ثبوت ملاك العبادة فيهم . فأي صلة للآيتين بنفي التوسل ، أي التوسل بعباد صالحين لا يعتقد المتوسل
642
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 642