نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 631
وقال أيضا في قصة استسقاء الخليفة بالعباس : " إن عمر لم يقل واليوم نستسقي بالعباس بن عبد المطلب بل قال : بالعباس عم نبيك ، فالوجاهة حصلت له لأنه عم النبي ( صلى الله عليه وآله ) الميت ، وهذا اعتراف بأن جاه النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد موته ما زال باقيا حتى سرى إلى عمه العباس [1] . ونحن نضيف إلى ذلك : أنه إذا جاز التوسل بالقرآن - كما مر في الفصل الثاني - لمكانته عند الله ومنزلته لديه وهو كلام الله الصامت ، فالتوسل بالنبي الأكرم وهو كلام الله الناطق بطريق أولى . عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " اقترف آدم الخطيئة قال : ربي أسألك بحق محمد لما غفرت لي ، فقال الله عز وجل : يا آدم ، كيف عرفت محمدا ولم أخلقه ؟ قال : لأنك يا رب لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك ، فقال الله عز وجل : صدقت يا آدم إنه لأحب الخلق إلي ، وإذا سألتني بحقه فقد غفرت لك ، ولولا محمد لما خلقتك " [2] . يقع الكلام في سند الحديث أولا ومتنه ثانيا . أما الأول : فرجاله ثقات ، نعم وقع الكلام في واحد منهم وهو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، فقد قال البيهقي : وهو ضعيف ، ولكن الحاكم صحح الحديث على شرط الشيخين ، ولو قلنا بأنه لا يعتمد على تصحيح الحاكم وحده فتكون الرواية مؤيدة ، إذ ليس معنى كون الراوي ضعيفا أن الرواية مكذوبة .
[1] المصدر نفسه : 49 . [2] دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة ، 5 : 489 ط دار الكتب العلمية بيروت . لاحظ الدر المنثور 1 : 59 ، ونقله كثير من المفسرين في قصة توبة آدم .
631
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 631