نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 616
قال ابن حنيف : فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضر قط [1] . إن دلالة الحديث على جواز التوسل بذوات الصالحين وأخص منهم الأنبياء أمر لا سترة فيه ، نعم بعض من لا يروقه هذا النوع من التوسل ، أراد التشكيك في الرواية بوجهين ، فقال : أولا : إن معنى التوسل عند الصحابة هو دعاء الشخص المتوسل به إلى الله تعالى بقضاء حاجة المتوسل لا كما يعرفه القوم في زماننا هذا من التوسل بذات المتوسل به . ثانيا : لو كان دعاء الأعمى الذي علمه رسول الله دعاء ينفع في كل زمان ومكان لما رأينا أي أعمى على وجه البسيطة [2] . يلاحظ على كلامه الأول : بأنه من غرائب الكلام فقد جعل من مذهبه دليلا على ضعف الرواية ، وهو أن معنى التوسل عند الصحابة هو التوسل بدعاء الشخص لا بذاته . فمن أين علم أنه مذهب الصحابة ؟ ! وهل يعرف مذهبهم إلا من خلال أحاديثهم ، مع أن الحديثين المرويين عن طريق الصحابي الجليل عثمان بن حنيف يدلان على خلافه ؟ وأما الثاني : فهو إطراح للوحي ، وازدراء به ، ولو صح ما ذكره فلقائل أن يقول : لو صح قوله سبحانه : { ادعوني أستجب لكم } [3] يجب أن لا يبقى على وجه البسيط ذو عاهة . والجواب عن تلك الوسوسة في كلا المقامين واحد ، وهو أن الدعاء مقتض
[1] المعجم الكبير 9 : 16 - 17 ، باب ما أسند إلى عثمان بن حنيف ، برقم 8310 ، والمعجم الصغير له أيضا 1 : 183 - 184 . [2] التوصل إلى حقيقة التوسل : ص 335 . [3] غافر : 60 .
616
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 616