نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 57
إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه } [1] . والمراد من الحكم هو التشريع بقرينة قوله : { أمر ألا تعبدوا إلا إياه } . فالبدعة هو تشريك الناس في ذلك الحق المستأثر ، ودفع زمام الدين إلى أصحاب الأهواء ، كي يتلاعبوا في الشريعة كيفما شاءوا ، وكيفما اقتضت مصلحتهم ومصلحة أسيادهم وأربابهم ، فذلك الحق المستأثر يقتضي ألا يتدخل أحد في سلطان الله وحظيرته ، قال سبحانه : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا } [2] . والمبتدع يتصرف في التشريع الإسلامي فيجعل منه حلالا وحراما بدون إذن منه سبحانه في ذلك . يقول تعالى : { قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل أألله أذن لكم أم على الله تفترون } [3] فالآية واردة في عمل المشركين ، حيث جعلوا ما أنزل الله لهم من الرزق بعضه حراما وبعضه حلالا ، فحرموا السائبة والبحيرة والوصيلة ونحوها ، لذا يرد عليهم سبحانه : { أألله أذن لكم أم على الله تفترون } أي أنه لم يأذن لكم في شئ من ذلك ، بل أنتم تكذبون على الله ، ثم يهددهم بالعذاب فيقول : { وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون } [4] . ويؤكد عليه في آية أخرى ويقول : { ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون } [5] .