نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 513
الإجابة على هذا السؤال واضحة فالفوز بالسعادة وإن كان يعتمد على العمل أشد الاعتماد ، غير أن صريح الآيات الأخر هو أن العمل بنفسه ما لم تنضم إليه رحمته الواسعة لا ينقذ الإنسان من تبعات تقصيره ، قال سبحانه : { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى } [1] ، { ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة } [2] . ب - سعة رحمته لكل شئ إن التدبر في الآيات القرآنية يعطي أن رحمة الله سبحانه واسعة تسع كل الناس ، إلا من بلغ حدا لا يقبل التطهر ولا الغفران . قال سبحانه حاكيا عن حملة العرش : { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم } [3] نرى أن حملة العرش يدللون طلب غفرانه سبحانه للتائبين والتابعين لسبيله ، بكون رحمته واسعة وسعت كل شئ . كما نرى أنه سبحانه يأمر نبيه أن يواجه الناس كلهم - حتى المكذبين لرسالته - بقوله : { فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة } [4] ونرى في آية ثالثة يعد الذين يجتنبون الكبائر بالرحمة والمغفرة ويقول : { الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش