نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 429
3 - ثم يميتكم : بالانتقال من الدنيا إلى صوب الآخرة . 4 - ثم يحييكم : يوم البعث للحساب والجزاء . وبما أن موقف الآيتين مختلف هدفا وغاية ، اختلف السياقان ، فصارت إحداهما تلمح بالحياة المتوسطة بين الدنيا والآخرة ( البرزخ ) دون الأخرى ، ولا ملزم لتطبيق إحداهما على الأخرى بعد اختلافهما في الموضوع والغاية . تلك عشر كاملة تورث اليقين ، باستمرار الحياة بعد الانتقال من الدنيا ، ولا ينكر دلالتها إلا الجاحد ، وليس ما يدل من الآيات على بقائها بعد الموت منحصرا في هذه الآيات العشر ، بل هناك مجموعة من الآيات تصلح للاستدلال على المقصود ، مثل : { وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا } [1] ، وقوله سبحانه : { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا } [2] لكنا نقتصر عليها روما للاختصار . وأما الاستدلال بالسنة الشريفة على أن الموت ليس بمعنى فناء الإنسان برأسه ، وإنما هو الانتقال من دار إلى دار ، فسيوافيك قسم من الروايات في المبحث التالي المتكفل لبيان وجود الصلة بين أهل الدنيا والنازلين في البرزخ ، بحيث يسمعون كلامهم ويجيبون دعاءهم وإن كنا نحن غير سامعين ولا فاهمين . ولا عجب في أن يكون هناك رنين أو صراخ وكنا بمعزل عن السمع والفهم ، قال سبحانه : { وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا } [3] .
[1] البقرة : 142 . [2] النساء : 41 ، فلو قلنا : بأن موت النبي ( صلى الله عليه وآله ) عبارة عن فنائه المطلق ، فما معنى كونه شهيدا على أمته في تمام الأجيال ؟ . [3] الإسراء : 44 .
429
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 429