نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 399
استغل محمد بن عبد الوهاب هذا النمط من الناس لتعميق هذه الفكرة ، ودعمها وإشاعتها ، ومن سوء الحظ أن أمير المنطقة محمد بن سعود ( حاكم الدرعية ) ، من إمارات نجد ، أيده في فكرته واتفقا على المناصب والدعم المتقابل ، وبذلك عادت الفكرة إلى الساحة باسم الوهابية ، وأخذت تنمو شيئا فشيئا بين أعراب نجد وما حولها ، وقد وقعت مناوشات وحروب دامية بين هذه الفرقة والخلافة الإسلامية العثمانية مرات ، بفضل القوات المصرية التابعة للخلافة آنذاك . وفي خلال الحرب العالمية الأولى انهارت الخلافة الإسلامية وتبدلت إلى ملكيات ، وإمارات يحميها الاستعمار البريطاني والفرنسي ، فاستولى أمير الوهابية عبد العزيز بن سعود على مكة والمدينة عام 1344 ه ، وبذلك سيطروا على أقوى مركز من مراكز التبليغ والدعوة ، وصار لهم نشاط نسبي في تبليغ الفكرة ونشرها ، وكبح الألسن وإلجامها والسيطرة على المخالفين والمعارضين . ومع ذلك لم يكن النجاح حليفهم إلى أن اكتشفت في المنطقة الشرقية ( الظهران ) أكبر معادن البترول ، فصار أمير الوهابية يملك أكبر ثروة في العالم سخرها لصالح قبيلته ، ونشر الفكرة التي نشأ عليها هو وآباؤه ، ولولا هذه الظروف الاتفاقية لا تحس منهم من أحد ، ولا تسمع لهم ركزا . إن التاريخ يعيد نفسه ، ففي الوقت الذي تشن القوى الكافرة من الصهاينة والصليبيين ، الغارة تلو الغارة على الأطفال والشباب لمسخ هويتهم الإسلامية بشتى الوسائل ، حتى أن الإنجيل قد ترجم في عقر دار المسلمين بمختلف اللغات الدارجة في البلاد الإسلامية . ففي هذا الوقت العصيب الذي تدمع عين الإسلام دما ، نرى الوهابيين مستمرين على تهديم الآثار الإسلامية الباقية ، بمعاولهم الهدامة تحت غطاء توسيع المسجدين ، وموزعين ملايين الكتب والأشرطة ، كلها مكرسة للهجمة الشرسة
399
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 399