responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 344


الحديث الصحيح بعده المسجل بلعن فاعل ذلك ، والسبب في ذلك أن البناء على قبر النبي مدعاة للإقبال عليه والتضرع إليه ، ففيه فتح لباب الشرك ، وتوسل إليه بأقرب وسيلة . . . [1] .
يلاحظ عليه : أن القرآن هو الحجة الكبرى للمسلمين ، وفيه تبيان لكل شئ ، وهو المهيمن على الكتب ، فإذا دل القرآن على جوازه فما قيمة الخبر الواحد الذي روي في هذا المجال إذا كان مضادا للوحي ، ومخالفا لصريح الكتاب ، وإن كانت السنة المحمدية الواقعية لا تختلف عنه قيد شعرة ، إنما الكلام في الرواية التي رواها زيد عن عمرو حتى ينتهي إلى النبي ، فإن مثله خاضع للنقاش ، ومرفوض إذا خالف الكتاب ، لكن ما ذكره يعرب عن أن الأساس عنده هو الحديث لا الذكر الحكيم .
وكان عليه بعد تسليم دلالة القرآن أن يبحث في سند الحديث ودلالته ، وأن الحديث على فرض الصحة ناظر إلى ما كان القبر مسجودا له ، أو مسجودا عليه أو قبلة ، ومن المعلوم أن المسلمين لا يسجدون إلا لله ، ولا يسجدون إلا على ما صح السجود عليه ، ولا يستقبلون إلا القبلة ، وسيتضح نص محققي الحديث ، على أن المراد هو ذلك ، فانتظر .
وأعجب منه ما في ذيل كلامه : من أنه رأى التوسل بالنبي شركا ، مع أن النصوص الصحيحة في الصحاح تدل على جوازه ، فقد توسل الصحابي الضرير بالنبي الأكرم حسب تعليمه وقال : اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة ، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى [2] .



[1] محاسن التأويل 7 : 30 - 31 .
[2] الترمذي ، الصحيح 5 : كتاب الدعوات ، الباب 119 / ح 2578 ، ابن ماجة ، السنن 1 : 441 / ح 1385 ، الإمام أحمد ، المسند 4 : 138 ، إلى غير ذلك من المصادر .

344

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست