نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 31
الجلالة . وإن شئت قلت : إنه كناية عن الخالق أو المدبر المتصرف أو من يقوم بأفعاله وشؤونه ، والمناسب في هذا المقام هو الخالق ، ويلزم من تعدده ما رتب عليه في الآية من ذهاب كل إله بما خلق واعتلاء بعضهم على بعض . ولو جعلناه بمعنى المعبود لانتقض البرهان ، ولا يلزم من تعدده أي اختلال في الكون . وأدل دليل على ذلك هو المشاهدة ، فإن في العالم آلهة متعددة ، وقد كان في أطراف الكعبة المشرفة ثلاثمائة وستون إلها ومع ذلك لم يقع أي فساد أو اختلال في الكون . فيلزم من يفسر ( الإله ) بالمعبود ارتكاب التكلف بما ذكرناه في الآية المتقدمة . 3 - { قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا } [1] فإن ابتغاء السبيل إلى ذي العرش من لوازم تعدد الخالق المدبر المتصرف ، أو من بيده أزمة أمور الكون أو غير ذلك مما يرسمه في ذهننا معنى الألوهية ، وأما تعدد المعبود فلا يلازم ذلك إلا بالتكلف الذي أشرنا إليه فيما سبق . 4 - { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون * لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها } [2] والآية تستدل بورود الأصنام والأوثان في النار ، على بطلان كونها آلهة ، إذ لو كانت آلهة ما وردوا النار . والاستدلال إنما يتم لو فسرنا الآلهة بما أشرنا إليه ، فإن خالق العالم أو مدبره والمتصرف فيه أو من فوض إليه أفعال الله أجل من أن يحكم عليه بالنار وأن يكون حصب جهنم . وهذا بخلاف ما إذا جعلناه بمعنى المعبود فلا يتم البرهان ، لأن المفروض أنها كانت معبودات وقد جعلت حصب جهنم . ولو أمعنت في الآيات التي ورد فيها لفظ