responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 296


يقول ابن زهرة :
" فإن التقديس الذي يتصل بالرسل إنما هو لفكرتهم التي حملوها ، فالتقديس لمحمد ( صلى الله عليه وآله ) تقديس للمعاني التي دعا إليها ، وحث عليها فكيف يتصور من مؤمن عرف حقيقة الدعوة المحمدية أن يكون مضمرا لأي معنى من معاني الوثنية وهو يستعبر العبر ، ويستبصر ببصيرته عند الحضرة الشريفة والروضة المنيفة ، فإذا كان خوف ابن تيمية من أن يؤدي ذلك إلى الوثنية بمضي الأعصار والدهور فإنه خوف من غير جهة ، لأن الناس كانوا يزورون قبر الرسول ( صلى الله عليه وآله ) إلى أول القرن الثامن ثم استمروا على هذه السيرة في العصور من بعده إلى يومنا هذا ، ومع ذلك لم ينظر أحد إلى هذا العمل نظرة عبادة أو وثنية ، ولو تفرط أحد فهو من العوام ولا يمنع تلك الذكريات العطرة ، بل يجب إرشادهم لا منعهم من الزيارة وتكفيرهم " [1] .
قال الشيخ محمد زاهد الكوثري من علماء الأزهر الشريف :
" إن سعي ابن تيمية في منع الناس من زيارة النبي ( صلى الله عليه وآله ) يدل على ضغينة كامنة فيه نحو النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وكيف يتصور الإشراك بسبب الزيارة ، والتوسل في المسلمين الذين يعتقدون في حقه أنه عبده ورسوله ، وينطقون بذلك في صلاتهم نحو عشرين مرة في كل يوم على أقل تقدير ، إدامة لذكرى ذلك ولم يزل أهل العلم ينهون العوام من البدع في كل شؤونهم ، ويرشدونهم إلى السنة في الزيارة وغيرها إذا حدث منهم بدعة في شئ ، ولم يعدوهم في يوم من الأيام مشركين بسبب الزيارة أو التوسل ، وأول من رماهم بالإشراك بتلك الوسيلة هو ابن تيمية وجرى خلفه من أراد استباحة أموال المسلمين ودمائهم لحاجة في النفس [2] .
وأما ما رواه إمام الحنابلة عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : " اللهم



[1] كلام ابن زهرة في كتابه حول حياة ابن تيمية .
[2] تكملة السيف الصقيل : 156 .

296

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 296
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست