responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 266


جئتك مستغفرا من ذنبي ، مستشفعا بك إلى ربي " . ثم بكى وأنشأ يقول :
يا خير من دفنت بالقاع أعظمه * فطاب من طيبهن القاع والأكم نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه * فيه العفاف وفيه الجود والكرم ثم استغفر وانصرف [1] .
ويروي أبو سعيد السمعاني عن الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أن أعرابيا جاء بعد ثلاثة أيام من دفن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فرمى بنفسه على القبر الشريف وحثا من ترابه على رأسه وقال : يا رسول الله قلت فسمعنا قولك ، ووعيت عن الله ما وعينا عنك ، وكان فيما أنزله عليك : { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم . . . } وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي إلى ربي [2] .
إن كل هذا يدل على أن المنزلة الرفيعة التي منحها الله تعالى لحبيبه المصطفى ( صلى الله عليه وآله ) كما صرحت بها هذه الآية ليست خاصة بحياته ، بل تؤكد على أنها ثابتة له بعد وفاته أيضا .
وبصورة عامة . . . يعتبر المسلمون كل الآيات النازلة في تعظيم رسول الله واحترامه ، عامة لحياته وبعد مماته ، وليس هناك من يخصصها بحياته ( صلى الله عليه وآله ) .
وقد جاء في التاريخ : لما استشهد الإمام الحسن بن علي ( عليهما السلام ) وجئ بجثمانه الطاهر إلى مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ظن بنو أمية أن بني هاشم يريدون دفن الإمام بجوار قبر جده المصطفى ، فأثاروا الفتنة والضجة للحيلولة دون ذلك ، فتلا الإمام الحسين ( عليه السلام ) قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } [3] .



[1] وفاء الوفا 4 : 1361 ، الدرر السنية : ص 75 ط . دار جوامع الكلم .
[2] ابن حجر ، الجوهر المنظم ، وذكره السمهودي في وفاء الوفا 2 : 612 ، وزيني دحلان في الدرر السنية : 21 .
[3] الحجرات : 2 .

266

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست