نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 155
بالمعروف ، وبذلك يجمع بين الآيتين ، حيث إن الثانية ترى الأمر بالمعروف فريضة على الجميع ، والأولى تراه فريضة على أمة خاصة ، فالمراتب النازلة فريضة على الكل ، والمراتب العالية وظيفة الأقوياء من أبناء الأمة . ويكفي في أهمية تلك الفريضة قوله سبحانه : { الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور } [1] . وهذا الإمام أمير المؤمنين يعلل قيامه ونضاله ، بردع البدع ويقول : " اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا ، منافسة في سلطان ، ولا التماس شئ من فضول الحطام ، ولكن لنرد المعالم من دينك ، ونظهر الإصلاح في بلادك " [2] . ورد المعالم من دينه كناية عن رفض البدع التي كانت قد ظهرت على الساحة الإسلامية . وقال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : " إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ، ومنهاج الصلحاء ، فريضة عظيمة ، بها تقام الفرائض ، وتأمن المذاهب ، وتحل المكاسب ، وترد المظالم ، وتعمر الأرض ، وينتصف من الأعداء ، ويستقيم الأمر " [3] . وقد كان في العصور الماضية نشاط للآمرين بالمعروف في خصوص متابعة المساجد والمؤذنين والوعاظ والقراء ، حتى لا يخرجوا عن حدود الشريعة . يقول ابن إخوة القرشي : " ومن وظائف المحتسب مراقبة المساجد والمؤذنين