responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 140


الموارد التي تجسد الضابطة الكلية .
5 - قال رسول الله : " إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه " [1] .
وغير خفي على القارئ النابه أن كيفية التعليم في عصر الرسالة تختلف كثيرا عن عصرنا ، فكلا العملين يعدان تعليما وتجسيدا لكلام الرسول يقصد به رضا الله سبحانه وتقربه إليه ، وليس للمتزمت رفض الأساليب الحادثة لتعلم الكتاب والسنة .
والحق أن هذا الموقف موضع زلة لأكثر من يصف عمل المسلمين في بعض الموارد بالبدعة ، بحجة عدم وجود دليل خاص عليه ، فقد ضلوا ولم يميزوا بين الدليل الخاص والدليل العام . وخصوا الدليل بالأول ، مع أن الكتاب والسنة مليئان بالضوابط والقوانين العامة وإليك بعض الأمثلة :
أ - قال سبحانه : { لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا } [2] فالآية تنفي أي سبيل للكافر على المؤمن ، ومن المعلوم أن السبل تختلف حسب تطور الحضارات ، وكثرة المواصلات ، وتشعب العلاقات بين الناس . ففي عصر الرسالة كان السبيل السائد هو تسلط الفرد الكافر على المسلم ، ككون العبد المسلم رقا للكافر ، أو تمليك المصحف منه وما قاربهما ، وأما في عصرنا هذا ، فحدث عن السبيل ولا حرج ، فأين هو من تدخل الكفار في مصير المسلمين حكومة وشعبا حتى صار رؤساء الحكومات الإسلامية أسرى بيد الاستكبار العالمي .
ب - يقول سبحانه : { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان } [3] فإن التعاون الموجود في العصور السابقة كان محدودا في إطار ضيق ،



[1] البخاري ، الصحيح 2 : 158 ، لاحظ سنن الترمذي رقم 3071 وغيرهما .
[2] النساء : 141 .
[3] المائدة : 2 .

140

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست