نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 495
إلا أن الآية اللاحقة لهذه الآية تصرح بوجود الشفاعة عند الله سبحانه ، إلا أنها مشروطة بإذنه : { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } [1] . قال العلامة الطباطبائي : " إن لوازم المخالة إعانة أحد الخليلين الآخر في مهام أموره ، فإذا كانت لغير وجه الله كان نتيجتها الإعانة على الشقوة الدائمة والعذاب الخالد كما قال تعالى بشأن الظالمين يوم القيامة : { يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا 28 لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني } [2] . أما الأخلاء من المتقين فإن خلتهم تتأكد وتنفعهم يومئذ . وفي الخبر النبوي : إذا كان يوم القيامة انقطعت الأرحام وقلت الأنساب وذهبت الإخوة إلا الإخوة في الله ، وذلك قوله : { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } [3][4] . وعلى ذلك ، فكما أن المنفي هو قسم خاص من المخالة دون مطلقها ، فهكذا الشفاعة ، فالمنفي بحكم السياق ، قسم خاص من الشفاعة . أضف إلى ذلك أن الظاهر هو نفي الشفاعة في حق الكفار بدليل ما ورد في ذيل الآية ، حيث قال : { والكافرون هم الظالمون } . 2 - الصنف الثاني : ما يفند عقيدة اليهود في الشفاعة وهو الآيات التي خاطبت اليهود الذين كانوا يعتقدون بأن أنبياءهم وأسلافهم يشفعون لهم وينجوهم من العذاب سواء كانوا عاملين بشريعتهم أو عاصين ، وأن مجرد الانتماء والانتساب يكفيهم في ذلك المجال . يقول تعالى : { يا بني إسرائيل