نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 151
وقال في مقام آخر : إنه قيل لرسول الله : ما بقاء الناس بعدهم ؟ قال : " بقاء الحمار إذا كسر صلبه " [1] . والمراد من تشبيههم ( عليهم السلام ) بسفينة نوح أن من لجأ إليهم في الدين فأخذ فروعه وأصوله عنهم نجا من عذاب الله ، ومن تخلف عنهم كان كمن أوى يوم الطوفان إلى جبل ليعصمه من أمر الله فما أفاده شيئا فغرق وهلك . والوجه في تشبيههم بباب حطة هو أن الله تعالى جعل ذلك الباب مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله والبخوع لحكمه ، وبهذا كان سببا للمغفرة ، وقد جعل انقياد هذه الأمة لأهل بيت نبيها وأتباعهم أيضا مظهرا من مظاهر التواضع لجلاله والبخوع لحكمه ، وبهذا كان سببا للمغفرة . وقد أوضح ابن حجر حقيقة التشبيه في الحديث الشريف فقال : " ووجه تشبيههم بالسفينة أن من أحبهم وعظمهم شكرا لنعمة مشرفهم وأخذا بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات ، ومن تخلف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز الطغيان - إلى أن قال : - وبباب حطة - يعني ووجه تشبيههم بباب حطة - أن الله جعل دخول ذلك الباب الذي هو باب أريحاء أو بيت المقدس مع التواضع والاستغفار سببا للمغفرة ، وجعل لهذه الأمة مودة أهل البيت سببا لها " [2] . دور أئمة أهل البيت في مكافحة البدع : إن لأئمة أهل البيت دورا بارزا في مكافحة البدع ، والرد على الأفكار الدخيلة على الشريعة عن طريق أهل الكتاب ، الذين تظاهروا بالإسلام ، وتزيوا بزي
[1] الصواعق لابن حجر ، الباب الحادي عشر : 91 ، 142 . [2] لاحظ المصدر نفسه : 153 .
151
نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 151