نام کتاب : في ظل أصول الإسلام نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 246
في جواز التوسل بأشخاص الصالحين وذواتهم فضلا عن دعائهم ، وإليك البحث في الأقسام الأخر للتوسل . التوسل بحق الأنبياء والصالحين : إن من أقسام التوسل ، التوسل بحق الأنبياء الذي تفضل به سبحانه عليهم ، فجعلهم أصحاب الحقوق ، وأوجب على نفسه أداءها . وليس معنى ذلك أن للعباد ، أو لبعضهم على الله حقا ذاتيا يلزم عليه تعالى الخروج والتحلل منه ، بل الحق كله لله . وإنما المراد هو المقام والمنزلة التي يمنحها سبحانه تكريما لهم ، وليس لأحد على الله حق إلا ما جعله الله عز وجل حقا على ذمته تفضلا وتكريما ، قال سبحانه : * ( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ) * [1] . ويدل على ذلك من الروايات ما رواه أبو سعيد الخدري : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ما خرج رجل من بيته إلى الصلاة وقال : اللهم أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا ، فإني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك ، فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، إلا أقبل الله عليه بوجهه ، واستغفر له سبعون ألف ملك " [2] . وما رواه عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " لما اقترف آدم
[1] الروم : 47 . [2] ابن ماجة ج 1 باب المساجد : 261 ، ومسند أحمد 3 : 21 .
246
نام کتاب : في ظل أصول الإسلام نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 246