فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) * [1] , وهذه الآية تثبت لهم الحياة الخاصة التي تكون لهم القدرة فيها على الإغاثة بما يقتضيه الطلب مادياً كان أو معنوياً ، وهو ما يشهد به قوله تعالى * ( يُرْزَقُونَ ) * ، فأنه يدلُّ على أنّ الحياة هناك حياة مشتملة على كل ما تستلزمه الحياة الحرة الشبيهة بالحياة في الدنيا ، من الحرية في التصرف والقدرة عليه ، وإلاّ لم يبقَ بين الشهداء وبين غيرهم فرق ، مع أنّ الآية قد ذكرها الله تعالى في مقام التنويه بهم ، وبيان التكريم لهم .
وقد حاول هذا أن ينكر أنّهم جميعاً ماتوا على الشهادة ، وقال أنّه لا يعترف بها إلاّ لبعضهم ؛ استناداً إلى ما نسبه إلى الشيخ المفيد ( عليهم السلام ) من إنكاره موتهم جميعاً على الشهادة ، مع أن الشيخ المفيد ( عليهم السلام ) لم يظهر منه اعتماده في إنكاره على دليل واضح ، ولا حجة قاطعة , ومع أن الرواية

[1] سورة آل عمران : الآية 169 .

98