responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 308


تعالى ، الحاوي ذاتيا على جميع مراتب الكمال .
* المادة والوجدان ان موقفنا من الطبيعة ، وهي زاخرة بدلائل القصد والغاية والتدبير ، كموقف عامل يكتشف في حفرياته ، أجهزة دقيقة مكتنزة في الأرض ، فان هذا العامل سوف لا يشك في أن هناك يدا فنانة ، ركبت تلك الأجهزة بكل دقة وعناية ، تحقيقا لأغراض معينة منها ، وكلما عرف العامل حقائق جديدة ، عن دقة الصنع في تلك الأجهزة ، وآيات الفن والابداع فيها ، ازداد اكبارا للفنان الذي أنشا تلك الأجهزة وتقديرا لنبوغه وعقله فكذلك نقف أيضا نفس هذا الموقف ، الذي توحي به طبيعة الانسان ووجدانه ، من الطبيعة بصورة عامة ، مستوحين من أسرارها وآياتها عظمة المبدع الحكيم الذي أبدعها ، وجلال العقل الذي انبثقت عنه .
فالطبيعة اذن ، صورة فنية رائعة ، والعلوم الطبيعية هي الأدوات البشرية ، التي تكشف عن ألوان الابداع في هذه الصورة ، وترفع الستار عن اسرارها الفنية وتمون الوجدان البشري العام ، بالدليل تلو الدليل على وجود الخالق المدبر الحكيم وعظمته وكماله . وهي كلما ظفرت في شتى ميادينها بنصر . أو كشفت عن سر ، أمدت الميتافيزيقية بقوة جديدة ، وأتحفت الانسانية بدليل جديد ، على العظمة الخلاقة المبدعة ، التي أبدعت تلك الصورة الخالدة ونظمتها ، بما يدعو إلى الدهشة والاعجاب والتقديس . وهكذا لا تدع الحقائق التي أعلنها العلم الحديث مجالا للريب في مسألة الاله القادر الحكيم . فإذا كانت البراهين الفلسفية ، تملأ العقل يقينا واعتقادا ، فان المكتشفات العلمية الحديثة ، تملأ النفس ثقة وايمانا بالعناية الإلهية ، والتفسير الغيبي للأصول الأولى للوجود .

308

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست