responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 270


وتحليلنا الفلسفي له . فنحن لا نريد ان نناقش هؤلاء العلماء في تجاربهم ، أو ندعوهم إلى التغاضي عن مستكشفاتها ، والتخلي عنها ، ولا نرمي إلى التقليل من شأنها وخطرها ، وانما نختلف عنهم في مفهومنا العام عن مبدأ العلية ، وعلى أساسها هذا الاختلاف ، تصبح كل المحاولات السابقة لدحض مبدأ العلية وقوانينها ، غير ذات معنى .
ومفصل الحديث حول ذلك ، أن ( مبدأ العلية ) لو كان مبدأ علميا ، قائما على أساس التجارب والمشاهدات ، في حقل الفيزياء الاعتيادية ، لكان رهن التجربة في ثبوته وعمومه ، فإذا لم نظفر له بتطبيقات واضحة ، في ميادين الفيزياء الذرية ، ولم نستطع ان نستكشف لها نظاما حتميا قائما على مبدأ العلية وقوانينها ، كان من حقنا أن ، نشك في قيمة المبدأ بالذات ، ومدى صحته أو عمومه . غير أنا أوضحنا فيما سبق ، ان تطبيق مبدأ العلية على المجالات الاعتيادية للفيزياء ، والاعتقاد بالعلية كنظام عام للكون فيها ، لم يكن بدليل تجريبي بحت . وان مبدأ العلية مبدأ ضروري فوق التجربة . والا لم يستقم علم طبيعي على الاطلاق . وإذا تبينا هذا ، ووضعنا مبدأ العلية في موضعه الطبيعي ، من تسلسل الفكر الانساني ، فسوف لا يزعزع به عدم تمكننا من تطبيقه تجريبيا ، في بعض ميادين الطبيعة . والعجز عن استكشاف النظام الحتمي الكامل فيها بالأساليب العلمية . فان كل ما جمعه العلماء من ملاحظات ، على ضوء تجاربهم الميكروفيزيائية . لا يعني ان الدليل العلمي ، قد برهن على خطأ مبدأ العلية وقوانينها ، في هذا المجال الدقيق من مجالات الطبيعة المتنوعة . ومن الواضح ان عدم توفر الامكانيات العلمية والتجريبية لا يمس مبدأ العلية في كثير أو قليل . ما دام مبدأ ضروريا فوق التجربة ، ويوجد عندئذ لفشل التجارب العلمية . في محاولة الظفر بأسرار النظام الحتمي للذرة تفسيران :
الأول : نقصان الوسائل العلمية ، وعدم توفر الأدوات التجريبية ، التي تتيح للعالم الاطلاع على جميع الشروط والظروف المادية . فقد يعمل العالم بأداة واحدة ، على موضوع واحد عدة مرات ، فيصل إلى نتائج مختلفة . لا لأن الموضوع الذي عمل عليه ، متحرر من كل نظام حتمي ، بل لأن الوسائل

270

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست