responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 255


* نقطتان حول الارتباط العام :
ومن الضروري أن نشير في سياق الحديث ، عن نظرية الارتباط العام في الميتافيزية ، إلى نقطتين مهمتين :
النقطة الأولى : ان ارتباط كل جزء من أجزاء الطبيعة والكون ، بما يتصل به من أسباب ، وشرائط ، وظروف - في المفهوم الميتافيزيقي - لا يعني عدم امكان ملاحظته بصورة مستقلة . ووضع تعريف خاص به . ولذلك كان التعريف أحد المواضيع التي يبحثها المنطق الميتافيزيقي . وأكبر الظن أن ذلك هو الذي بعث الماركسية ، إلى اتهام الميتافيزيقيا بأنها لا تؤمن بالارتباط العام ، ولا تدرس الكون على ذلك الأساس . إذ وجدت الميتافيزيقي يأخذ الشيء الواحد ، فيحاول تحديده وتعريفه ، بصورة مستقلة عن سائر الأشياء الأخرى ، فخيل لها بسبب ذلك ، أنه لا يقر بوجود الارتباط بين الأشياء ، ولا يتناولها بالدرس الا في حال عزل بعضها عن الآخر . فكأنه حين عرف الانسانية بأنها : حياة وفكر . وعرف الحيوانية ، بأنها حياة وإرادة ، قد عزل الانسانية أو الحيوانية عن ظروفهما وملابستهما ، ونظر اليهما نظرة مستقلة .
ولكن الواقع أن التعريفات ، التي درج المنطق الميتافيزي على اعطائها لكل شيء ، بصورة خاصة ، لا تتنافى مطلقا مع المبدأ القائل بالارتباط العام بين الأشياء ، ولا يقصد منه التفكيك بين الأشياء ، والاكتفاء من دراستها باعطاء تلك التعريفات الخاصة لها . فنحن حين نعرف الانسانية بأنها حياة وفكر ، لا نرمي من وراء ذلك إلى انكار ارتباط الانسانية ، بالعوامل والأسباب الخارجية ، وانما نقصد بالتعريف أن نعطي فكرة للشيء ، الذي يرتبط بتلك العوامل والأسباب ، ليتاح لنا أن نبحث عما يتصل به من عوامل وأسباب . وحتى الماركسية نفسها ، تتخذ التعريف أسلوبا لتحقيق هذا الهدف نفسه ، فهي تعرف الديالكتيك ، وتعرف المادة الخ . . . فقد عرف لينين الديالكتيك بأنه :
( ( علم القوانين العامة للحركة ) ) [1]



[1] ماركس انجلز والماركسية : ص 24 .

255

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست