responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 244


ويستعرض أنجلز أمثلة أخرى على قفزات الديالكتيك من الحوامض العضوية في الكيمياء ، التي تختص كل واحدة منها بدرجة معينة ، لانصهارها أو غليانها ، وبمجرد بلوغ السائل تلك الدرجة ، يقفز إلى حالة كيفية جديدة . فحامض النمليك - مثلا - درجة غليانه ( 100 ) ، ودرجة انصهاره ( 15 ) . وحامض الخليك نقطة غليانه ( 118 ) ، ونقطة انصهاره ( 17 ) وهكذا . . . ( 1 ) فالمركبات ( الهيدروكاربونية ) ، تجري طبقا لقانون القفزات ، والتحولات الدفعية ، في غليانها وانصهارها .
ونحن لا نشك في أن التطور الكيفي ، في جملة من الظواهر الطبيعية ، يتم بقفزات ودفعات آنية . كتطور الماء في المثال المدرسي السابق الذكر ، وتطور الحوامض العضوية ( الكربونية ) في حالتي الغليان والانصهار وكما في جميع المركبات ، التي تكون طبيعتها وخواصها متعلقة بالنسبة التي يتألف بحسبها كل منها . ولكن ليس معنى ذلك ، أن من الضروري دائما ، وفي جميع المجالات ، ان يقفز التطور في مراحل معينة ، ليكون تطورا كيفيا . ولا تكفي عدة أمثلة للتدليل العلمي أو الفلسفي ، على حتمية هذه القفزات في تاريخ التطور ، وخصوصا حين تنتقيها الماركسية انتقاء ، وتهمل الأمثلة التي كانت تستعملها لايضاح قانون آخر من قوانين الديالكتيك ، لا لشيء الا لأنها لا تنفق مع هذا القانون الجديد . فقد كانت الماركسية تمثل لتناقضات التطور ، بالجرثومة الحية في داخل البيضة . التي تجنح إلى أن تكون فرخا ( 2 ) وبالبذرة التي تنطوي على نقيضها ، فتتطور بسبب الصراع في محتواها الداخلي ، فتكون شجرة ، أفليس من حقنا أن نطالب الماركسية بإعادة النظر في هذه الأمثلة . لكي نعرف كيف تستطيع أن تشرح لنا قفزات التطور فيها ؟ فهل صيرورة البذرة شجرة ، أو الجرثومة فرخا ( تطور تزالي آنتي تز ) ، أو صيرورة الفرخ دجاجة ( تطور آنتي تز إلى سنتز ) ، تتأتى بقفزة من قفزات التطور الديالكتيكية ، فتتحول الجرثومة في آن واحد إلى فرخ ، والفرخ إلى دجاجة ، والبذرة إلى شجرة . وان هذه


( 1 ) ضد دوهرنك : ص 214 . ( 2 ) هذه هي الديالكتيكية : مبادئ الفلسفة الأولية ، لجورج بوليتزر ص 10 .

244

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 244
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست