ولما كانت طبيعة في زعم الماركسية ، تقدم الشواهد والدلائل في كل مجال وميدان ، على ثبوت التناقض واجتماع النقائض والأضداد ، فيجب الاخذ بوجهة النظر الثانية . والواقع أن مبدأ عدم التناقض هو أعم القوانين ، وأكثرها شمولا لجميع مجالات التطبيق ، ولا تشذ عنه ظاهرة من ظواهر الوجود والكون مطلقا . وكل محاولة ديالكتيكية تستهدف الرد عليه ، أو اظهار الطبيعة بمظهر تناقض ، فهي محاولة بدائية ، قائمة على سوء فهم لمبدأ عدم التناقض ، أو على شيء من التضليل . فلنشرح قبل كل شيء مبدأ عدم التناقض بمفهومه الضروري ، الذي اعتبره المنطق العام قاعدة رئيسية للفكر البشري ، ونتناول بعد ذلك مظاهر التناقض المزعوم في الطبيعة والوجود ، التي تستند إليها الماركسية في تركيز منطقها الديالكتي والإطاحة بمبدأي عدم التناقض والهوية . فنوضح انسجام تلك الظواهر معهما ، وخلوهما عن التناقضات الديالكتيكية ، وبذلك يفقد الديالكتيك سنده من الطبيعة ، ودليله المادي ، وبالتالي نقرر مدى عجزه عن تفسير العالم ، وتبرير وجوده . * 1 - ما هو مبدأ عدم التناقض ؟ اما مبدأ عدم التناقض ، هو المبدأ القائل بأن التناقض مستحيل ، فلا يمكن ان يتفق النفي والاثبات ، في حال من الأحوال . وهذا واضح . ولكن ما هو هذا التناقض الذي يرفضه هذا المبدأ . ولا يمكن للعقل قوله ؟ فهل هو كل