responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 167


وأنا أعلم ان هذه الكلمات تثير اشمئزاز الماركسيين ، وتجعلهم يقذفون الفكر الميتافيزيقي بما تعودوا الصاقه به من تهم ، فيقولون ان الفكر الميتافيزيقي يجمد الطبيعة ويعتبرها حالة ثبات وسكون ، لأنه يعتقد بالحقائق المطلقة ، ويأبى عن قبول مبدأ التطور والحركة فيها ، وقد انهار مبدأ الحقائق المطلقة تماما ، باستكشاف تطور الطبيعة وحركتها .
ولكن الواقع الذي يجب ان يفهمه قارئنا العزيز ان الايمان بالحقائق المطلقة ورفض التغير والحركة فيها . لا يعني مطلقا تجميد الطبيعة . ولا ينفي تطور الواقع الموضوعي وتغيره . ونحن في مفاهيمنا الفلسفية نعتقد بأن التطور قانون عام في عالم الطبيعة ، وان كينونته الخارجية في صيرورة مستمرة ، ونرفض في نفس الوقت كل توقيت للحقيقة وكل تغير فيها .
ولنفرض - لايضاح ذلك - ان سببا معينا جعل الحرارة تشتد في ماء خاص . فحرارة هذا الماء بالفعل في حركة مستمرة ، وتطور تدريجي . ومعنى ذلك ان كل درجة من الحرارة يبلغها الماء فهي درجة مؤقتة ، وسوف يعبرها الماء بصعود حرارته إلى درجة أكبر . فليس للماء في هذا الحال درجة حرارة مطلقة . هذا هو حال الواقع الموضوعي القائم في الخارج ، فإذا قسنا حرارته في لحظة معينة ، فكانت الحرارة فيه حال تأثر المقياس بها قد بلغت ( 90 ) - مثلا - ، فقد حصلنا على حقيقة عن طريق التجربة ، وهذه الحقيقة هي ان درجة حرارة الماء في تلك اللحظة المعينة كانت ( 90 ) وانما نقول عنها انها حقيقة لأنها فكرة تأكدنا من مطابقتها للواقع ، أي لواقع الحرارة في لحظة خاصة . ومن الطبيعي ان حرارة الماء سوف لا تقف عند هذه الدرجة ، بل انها سوف تتصاعد حتى تبلغ درجة الغليان .
ولكن الحقيقة التي اكتسبناها هي الحقيقة لم تتغير ، بمعنى انا متى لاحظنا تلك اللحظة الخاصة التي قمنا حرارة الماء فيها ، نحكم - بكل تأكيد - بأن حرارة الماء كانت بدرجة ( 90 ) فدرجة ( 90 ) من الحرارة التي بلغها الماء وان كانت درجة مؤقتة بلحظة خاصة من الزمان وسرعان ما اجتازتها الحرارة إلى درجة أكبر منها ، الا ان الفكرة التي حصلت لنا بالتجربة - وهي ان الحرارة في

167

نام کتاب : فلسفتنا نویسنده : السيد محمد باقر الصدر    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست