وقال كيدروف : ( ( اما المنطق الديالكتي فهو لا يواجه هذا الحكم كأنه شيء مكتمل ، بل بوصفه تعبيرا عن فكرة قادرة على ان تنمو وان تتحرك . وأيا ما كانت بساطة حكم ما ، ومهما بدا عاديا هذا الحكم ، فهو يحتوي على بذور أو عناصر تناقضات ديالكتيكية ، تتحرك وتنمو - داخل نطاقها - المعرفة البشرية كلها ) ) [1] . وأشار كيدروف إلى كلمة يحدد فيها لينين أسلوب المنطق الديالكتي في التفكير إذ يقول : ( ( يقتضي المنطق الديالكتي ان يؤخذ الشيء في تطوره ، في نمائه ، في تغيره ) ) ) وعقب على ذلك بقوله : ( ( وخلافا للمنطق الديالكتي ، يعمد المنطق الشكلي إلى حل مسألة الحقيقة حلا أوليا إلى أبعد حد ، بواسطة صيغة ( نعم - لا ) . انه يعلم الإجابة بكلمة واحدة وبصورة قاطعة ، على السؤال الظاهرة تلك موجودة أم لا ؟ والإجابة مثلا ، ب ( نعم ) على السؤال : هل الشمس موجودة ؟ وب ( لا ) على السؤال : هل الدائرة المربعة موجودة ؟ في المنطق الشكلي يقف الانسان عند حد إجابات بسيطة جدا ، نعم أو لا ، أي عند حد تمييز نهائي بين الحقيقة والخطأ . لهذا السبب تواجه الحقيقة باعتبارها شيئا معطى ساكنا ثابتا نهائيا ، ومتعارضا تعارضا مطلقا مع الخطأ ) ) [2] . تخلص معنا من هذه النصوص الماركسية آراء ثلاثة ، يرتبط بعضها ببعض كل الارتباط .
[1] المرجع ذاته ص 20 - 21 . [2] لاحظ ( ما هي المادية ) ص 48 .