< فهرس الموضوعات > النسبية التطورية < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > التجربة والمثالية < / فهرس الموضوعات > بين الفكرة والواقع هو في اللغة الفلسفية الفارق بين الماهية والوجود ، كما سندرس ذلك في المسألة الثانية من هذا الكتاب [1] . * النسبية التطورية : والآن وقد طفنا على شتى المذاهب الفلسفية في نظرية المعرفة ، نصل إلى دور الديالكتيك فيها . فقد حاول الماديون الديالكتيكيون ابعاد فلسفتهم عن الشك والسفسطة ، فرفضوا المثالية والنسبية الذاتية ، وما انتهت اليه عدة مذاهب من ألوان الشك والارتياب ، وأكدوا على امكان المعرفة الحقيقية للعالم . وبذلك ظهرت نظرية المعرفة على أيديهم في اطار من اليقين الفلسفي ، المرتكز على أسس النظرية الحسية والمذهب التجريبي . فماذا رصدوا لهذا المشروع الجبار والتصميم الفلسفي الضخم ؟ كان رصيدهم هو التجربة لتفنيد المثالية . وكان رصيدهم هو الحركة لرفض النسبية . * التجربة والمثالية : قال انجلز عن المثالية : ( ( ان أقوى تفنيد لهذا الوهم الفلسفي ، ولكل وهم
[1] وهذه الناحية الذاتية التي تنطوي عليها الصور الذهنية في رأينا ، تختلف عن الناحية الذاتية التي يقول بها ( كانت ) . والتي ينادي بها النسبيون الذاتيون . فليست الذاتية في رأينا باعتبار الجانب الصوري من العلم كما يزعم ( كانت ) ولا باعتبار كون الإدارك حصيلة تفاعل مادي ، والتفاعل يستدعي التصرف من الجانبين ، بل هي على أساس التفرقة بين لوني الوجود : الذهني والخارجي . فالشئ الموجود في الصورة الذهنية هو الشيء الموجود في الخارج خلافا للنسبيين ، ولكن لون وجوده في الصورة يختلف عن لون وجوده الخارجي .