responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفة الصلاة نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 38


الطبيعية غير المشهودة كنسبة البيضة إلى الأرض ( كما ورد التمثيل بذلك في حديث شريف ) .
والقسم الطبيعي غير المشهود يشمل عوالم : الجنة ، والنار ، والملائكة ، والجن وعوالم المخلوقات الأخرى التي ورد في الحديث أنها كثيرة ومتنوعة .
وأكثر هذه العوالم شبها بنا على ما يبدو عوالم الأرضين ، الأربع حيث ورد في النصوص الشريفة أن خمسا من الأرضين السبع معمورة واثنتين خرابان .
والأقرب لنا من الجميع عالم الجن الذي يشترك معنا في جملة من الصفات العامة من الخلق والتكليف وأصول الرسالة الإلهية ، ولذلك يخاطبنا الله تعالى معا في عدد من الآيات .
وهذا القسم الشاسع من عوالم الطبيعة الغائبة يكتنف عالمنا المشهود عالم البيضة ويتلابس فيه بنوع من التلابس .
وأما القسم الثالث الكائن غير الطبيعي ، فهو الموجود بذاته سبحانه والموجد للعالم الطبيعي المنظور وغير المنظور . وهو عز وجل وجود متفرد يكتنف العالمين أجمع ويتلابس فيها بنوع من التلابس .
هذي هي الخطوط العامة للصورة التي يقدمها الإسلام عن الكون ككل . وإن التعبير القرآني بالشهادة والغيب أصح من تعبير الفلاسفة بالطبيعة وما وراء الطبيعة ، وذلك لأن كلمة الطبيعة تشمل المشهود وغير المشهود بينما يقصد منه الفلاسفة خصوص الطبيعة المشهودة . كما أن ما وراء الطبيعة يقصدون به الموجود غير الطبيعي كليا ، على أن ما وراء الطبيعة هذا قد يكون طبيعة غير مشهودة وقد يكون غير الطبيعة كليا ( الله تعالى ) .
ومن النتائج الملحوظة لهذا اللبس لدى الفلاسفة المحدثين أنهم يفترضون مسبقا في اصطلاح ( ما وراء الطبيعة ) أنه كائن غير طبيعي ، مع أنه لا محتم لذلك .
إن الغيب هو القسم الأكثر والأكبر من الوجود ، فإن ما نشهده من الوجود هو الأقل وما لا نشهده هو الأكثر . ( لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) .

38

نام کتاب : فلسفة الصلاة نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست