responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفة الصلاة نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 27


وهذا المعنى من النسيان الذي يرد كثيرا في آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة الشريفة في مقابل " الذكر والتذكر " ينبغي أن نسميه " النسيان العملي " وهو يختلف عن النسيان العرفي المسموح به في الإسلام ، كما أنه لا يتصل في شئ بالنسيان الأفلاطوني .
والنسيان بالمعنى العملي مبني على أساس النظرة الإسلامية للإنسان التي تقضي بأن الإنسان مزود بفطرة وعقل ، يدفعانه لأن يعرف عددا من الحقائق ويعمل وفقها ، وأول هذه الحقائق أن يعرف ربه وشريعته المنزلة إليه . فإذا لم يسلك الإنسان هذا الطريق الطبيعي في المعرفة والعمل فهو معرض عن الحقائق التي أمامه وناس لها . وإذا سلك هذا المنهج في المعرفة والعمل فهو متذكر .
فالتذكر والنسيان بهذا المفهوم عملان إراديان للإنسان ، وسلوكان يواجه بهما الحقائق التي يملك قوة الاهتداء إليها في فطرته وعقله .
أما لماذا سمى القرآن الكريم السلوك السلبي نسيانا مع أنه مخالفة متعمدة للفطرة والعقل وإعراض متعمد عن الحقائق القائمة . ؟ فالذي يبدو من نصوص الإسلام أن اختيار التسمية أو المصطلح ليس فقط بسبب أن هذا السلوك السلبي والإعراض إهمال وتناس بل لأنه ينتج عنه نسيان حقيقي عملي ونظري ، فالمعرضون والغافلون والناسون لربهم تعالى ولما قدمت أيديهم ولليوم الآخر ، وهم ناسون حقيقة . ولكنه نسيان مدان إسلاميا لأنه ثمرة طبيعية لمخالفة نداء الفطرة والعقل ثم نداء أوامر الله ونواهيه .
وهذا " النسيان " الخطير على شخصية الإنسان مرة يكون في أصل الإيمان بالله تعالى ورسالته فيكون مساويا للكفر والنفاق . . ومرة يكون في تطبيقات الشريعة على السلوك فيكون مساويا للمعاصي والذنوب من المسلمين ، كما في قوله تعالى عن المؤمنين ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) 286 البقرة .
وكل منهما درجات متعددة يمكن ملاحظتها في مادة " نسي " و " ذكر " في القرآن الكريم .

27

نام کتاب : فلسفة الصلاة نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست