responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فلسفة الصلاة نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 130


إن الأذان ، هذه السمة البليغة التي أرادها الله أن تتجاوب في أرجاء الحياة ، لم يزل بنفس القوة وبنفس الثراء الذي جنت منه الأمة في فجرها حينما عاشته في ضميرها وهتفت به في معاركها ورفعته من مآذنها . ولا بد مجددا أن تنفتح له الأسماع ويأخذ طريقه إلى القلوب والحياة . فبذلك وعد الله عز وجل صاحب الوجود وصاحب مشروع الإسلام في المجتمع البشري .
يقول ( ادوارد وليام لين ) صاحب كتاب ) ( أحوال المحدثين وعاداتهم ) : ( إن أصوات الأذان أخاذة جدا ولا سيما في هدأة الليل ) .
ويقول ( جيراردي نرفال ) في كتابه ( سياحة بالمشرق ) :
إنني لأول مرة سمعت فيها صوت المؤذن الرخيم الناصع خار مني شعور من الشجو لا يوصف وسألت الترجمان : ماذا يقول هذا الهاتف ؟ فقال : إنه ينادي أن لا إله إلا الله . قلت : فماذا يقول بعد هذا ؟ فقال : إنه يدعو النيام قائلا : يا من ينام توكل على الحي الذي لا ينام .
ويقول الكاتب المتصوف ( لافكاد يوهيرون ) :
( إن السائح الذي يهجع لأول مرة بين جدران مدينة شرقية ، وعلى مقربة من إحدى المنائر ، قلما تفوته خشعة الفوائد لذلك الجمال الوقور الذي ينبعث به ) دعاء المسلمين إلى الصلاة . وهو لا شك يستوعب في قلبه إذا كان قد هيأ نفسه للرحلة بالقراءة كل كلمة من كلمات تلك الدعوة المقدسة ، ويتبين مقاطعها وأجزاءها في نفحات المؤذن الرنانة ، حيثما أرسل الفجر ضياءه المورد في سماء مصر أو سورية وفاض بها على النجوم ، وإنه ليسمع هذا الصوت أربع مرات أخرى قبل أن يعود إلى المشرق ضياء الصباح . يسمعه تحت وهج الظهيرة اللامعة ، ويسمعه قيل غياب الشمس والمغرب يتألق بألوان القرمز والنضار ، ويسمعه عقب ذلك حين تنسرب هذه الألوان الزاهية في صبغة مزدوجة من البرتقال والزمرد ثم يسمعه آخر الأمر حين تومض من

130

نام کتاب : فلسفة الصلاة نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست