وفي عصرنا ، استغل بعض أهل الأهواء عقيدة المسلمين بحتمية ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، فقد رأوا إجماع المسلمين على أن النبي ( عليهما السلام ) بشر العالم بأن الله تعالى قدَّر وقضى أن ينهي الظلم على الأرض ، ويقيم دولة العدل الكاملة الشاملة ، على يد المهدي الموعود من ذريته ( عليهما السلام ) . . فسولت له نفسه الشيطانية واستغل البشارة النبوية ، وادعى أنه المهدي الموعود ، أو رسوله ، أو ابنه . . الخ .
حدث ذلك وما زال في الحجاز والشام ومصر وإفريقيا والمغرب وغيرها .
أما العراق ، فكان نصيبه أكثر من غيره لأن المسلمين أجمعوا على أنه سيكون عاصمة الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) وقاعدة دولته العالمية ، فاستهوى ذلك أعداء الدين ودفعوا بعض الكذابين إلى ادعاء المهدوية أو السفارة والوكالة عن الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) ، وغرَّروا ببعض بسطاء الناس فأدخلوهم في حزبهم ، وغسلوا أدمغتهم ، وأنفقوا عليهم وسلحوهم ، وشرعوا بقتال الناس والدولة ، وأعلنوا أن هدفهم قتل المراجع والعلماء وكل من يقف في طريقهم ، ليسيطروا على العراق فيملؤوه عدلاً بزعمهم ، ثم ينشروا عدلهم إلى العالم !
* *

4