صوتا فى النور وهو يقول : ظهر الاسلام ، وكسرت الأصنام ، ووصلت الأرحام ، فانتبهت فزعا فقلت لقومى : واللَّه ليحدثن فى هذا الحى من قريش حدث ، فاخبرتهم بما رأيت ، فلما انتهيت الى بلادنا جاء الخبر ان رجلا يقال له أحمد قد بعث ، فخرجت حتى أتيته وأخبرته بما رأيت ، فقال : يا عمرو بن مرة أنا النبى المرسل الى العباد كافة ، أدعوهم الى الاسلام ، وآمرهم بحقن الدماء ، وصلة الارحام ، وعبادة اللَّه وحده ، ورفض الاصنام ، وبحج البيت وصيام شهر رمضان من اثنى عشرا ، فمن أجاب فله الجنة ، ومن عصى فله النار فآمن يا عمرو يؤمنك اللَّه من هول جهنم ، فقلت أشهد أن لا إله إلا اللَّه وأنك رسول اللَّه ، آمنت بكل ما جئت به من حلال وحرام ، وان رغم ذلك كثير من الأقوام ، ثم أنشدته أبياتا قلتها حين سمعت به ، وكان لنا صنم وكان ابى سادنه فقمت اليه فكسرته ، ثم لحقت بالنبى صلى اللَّه عليه ( وآله ) وسلم وانا أقول : شهدت بان اللَّه حق وأننى * لآلهة الأحجار أول تارك وشمرت عن ساقى الأزار مهاجرا * اجوب اليك الوعث بعد الدكادك لاصحب خير الناس نفسا ووالدا * رسول مليك الناس فوق الحبائك فقال النبى صلى اللَّه عليه ( وآله ) وسلم مرحبا يا عمرو ( الحديث ) قال أخرجه الرويانى وابن عساكر . ( كنز العمال ج 6 ص 96 ) قال : عن العباس بن عبد المطلب قال قلت يا رسول اللَّه دعانى الى الدخول فى دينك إمارة لنبوتك ، رأيتك فى المهد تناغى القمر وتشير اليه باصبعك فحيث أشرت مال ، قال انى كنت أحدثه ويحدثنى ويلهينى عن البكاء ، واسمع وجبته حين يسجد تحت العرش ، قال : اخرجه البيهقى وابو عثمان والخطيب وابن عساكر .