قياما حتى نراه قد دخل بعض بيوت أزواجه ، فحدثنا يوما فقمنا حين قام فنظرنا الى أعرابى قد أدركه فجبذه بردائه فحمر رقبته ، قال ابو هريرة : وكان رداء خشنا ، فالتفت فقال له الأعرابى : احمل لى على بعيرى هذين فانك لا تحمل لى من مالك ولا من مال ابيك ، فقال النبى صلى اللَّه عليه ( وآله ) وسلم : لا واستغفر اللَّه ، لا واستغفر اللَّه ، لا أحمل لك حتى تقيدنى من جبذتك التى جبذتنى ، فكل ذلك يقول له الاعرابى واللَّه لا اقيدكها ( الى ان قال ) ثم دعا رجلا فقال له : احمل له على بعيريه هذين على بعير شعيرا وعلى الآخر تمرا ، ثم التفت الينا فقال : انصرفوا على بركة اللَّه تعالى . ( صحيح ابى داود ج 3 ص 187 ) روى بسنده عن انس قال : ما رأيت رجلا التقم إذن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه ( وآله ) وسلم فينحى رأسه حتى يكون الرجل هو الذى ينحى رأسه ، وما رأيت رجلا أخذ بيده فترك يده حتى يكون الرجل هو الذى يدع يده . ( صحيح ابن ماجة ) فى ابواب الصدقات ( ص 176 ) روى بسنده عن ابى سعيد الخدرى قال جاء أعرابى الى النبى صلى اللَّه عليه ( وآله ) وسلم يتقاضاه دينا كان عليه فاشتد عليه حتى قال له : احرّج عليك إلا قضيتنى فانتهره أصحابه وقالوا ويحك تدرى من تكلم ؟ قال : انى أطلب حقى ، فقال النبى صلى اللَّه عليه ( وآله ) وسلم هلا مع صاحب الحق كنتم ؟ ثم أرسل الى خولة بنت قيس فقال لها ان كان عندك تمر فاقرضينا حتى يأتينا تمرنا فنقضيك فقالت نعم بابى أنت يا رسول اللَّه ، قال فاقرضته فقضى الاعرابى وأطعمه فقال أوفيت ؟ أوفى اللَّه لك فقال اولئك خيار الناس ، إنه لا قدست امة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع ( اقول ) قال بعضهم فى الهامش : قيل ان الرجل - أى الأعرابى - كان كافرا فاسلم بمشاهدة هذا الخلق الأعظم