نام کتاب : غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام نویسنده : السيد هاشم البحراني جلد : 1 صفحه : 326
فأمهلتها حتى سكتت فأتيتها وسلمت عليها وقلت لها : يا سيدة النسوان والله قد قطعت نياط [1] قلبي من بكائك ، فقالت : " يا أبا عمر ويحق لي البكاء فلقد أصبت بخير الآباء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم أنشأت [2] تقول : إذا مات يوما ميت قل ذكره * وذكر أبي مذ مات والله أكثر " قلت : يا سيدتي إني سائلك عن مسألة تتلجلج في صدري ، قالت : " سل " ، قلت : هل نص رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبل وفاته على علي بالإمامة ؟ قالت : " واعجبا أنسيتم يوم غدير خم " ؟ قلت : قد كان ذلك ولكن أخبريني بما أسر إليك ، قالت : " أشهد الله تعالى لقد سمعته يقول : علي فيكم خير من أخلفه فيكم ، وهو الإمام والخليفة بعدي ، وسبطاي وتسعة من صلب الحسين أئمة أبرار ، لئن اتبعتموهم وجدتموهم هادين مهديين ، ولئن خالفتموهم ليكون الاختلاف فيكم إلى يوم القيامة " ، قلت : يا سيدتي فما باله قعد عن حقه ؟ قالت : " يا أبا عمر لقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : مثل الإمام مثل الكعبة إذ تؤتى ولا تأتي - أو قالت : مثل علي - ثم قالت : أما والله لو تركوا الحق على أهله واتبعوا عترة نبيهم لما اختلف في الله تعالى اثنان ، ولورثها سلف عن سلف وخلف عن خلف حتى يقوم قائمنا التاسع من صلب ولدي الحسين ، ولكن قدموا من أخره الله وأخروا من قدمه الله حتى إذا ألحدوا المبعوث وأودعوه الجدث [3] المجدوث اختاروا بشهوتهم وعملوا بآرائهم تبا لهم ألم يسمعوا الله يقول : * ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ) * [4] ؟ بل سمعوا ولكنهم كما قال الله : * ( فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ) * [5] هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم ونسوا آجالهم ، فتعسا لهم وأضل أعمالهم ، أعوذ بك يا رب من الحور بعد الكور " [6] . الأربعون : الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب الاحتجاج قال : حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرث الحسيني المرعشي - رضي الله عنه - قال : أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن ابن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي - رضي الله عنه - قال : أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر - قدس الله روحه - قال : أخبرني جماعة عن أبي هارون بن موسى التلعكبري قال : أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال : أخبرنا علي السوري قال : أخبرنا أبو
[1] النياط : عرق متصل بالقلب فإذا قطع مات صاحبه . [2] في كفاية الأثر : واشوقاه إلى رسول الله ، ثم أنشأت . [3] الجدث : القبر . [4] القصص : 78 . [5] الحج : 46 . [6] كفاية الأثر : 26 - 27 ، البحار : 36 / 353 - 354 .
326
نام کتاب : غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام نویسنده : السيد هاشم البحراني جلد : 1 صفحه : 326