responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام نویسنده : السيد هاشم البحراني    جلد : 1  صفحه : 156


في الجواب فكتب إليه عمرو : من عمرو بن [1] العاص صاحب رسول الله إلى معاوية بن أبي سفيان أما بعد : فقد وصل إلي كتابك فقرأته ثم فهمته ، فأما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي ، والتهور في الضلالة معك ، وإعانتي إياك على الباطل ، واختراط السيف في وجه علي وهو أخو رسول الله ، ووصيه ، ووارثه ، وقاضي دينه ، ومنجز وعده ، وزوج ابنته سيدة نساء أهل الجنة ، وأبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة فلن يكون ، وأما ما قلت إنك خليفة عثمان فقد صدقت ، ولكن تبين اليوم عزلك عن خلافته ، وقد بويع لغيره فزالت خلافتك .
وأما ما عظمتني ونسبتني إليه من صحبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأني صاحب جيشه فلا أغتر بالتزكية ، ولا أميل بها عن الملة ، وأما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول الله ووصيه إلى البغي والحسد لعثمان ، وسميت الصحابة فسقة ، وزعمت أنه اشلاهم على قتله فهذا كذب وغواية ، ويحك يا معاوية أما علمت أن أبا الحسن بذل نفسه بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبات على فراشه ، وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة ، وقد قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو مني وأنا منه وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وقال فيه يوم غدير خم : ألا من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وهو الذي قال فيه رسول الله يوم خيبر : لأعطين



[1] هكذا ورد صدر الحديث في المناقب : وروي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أرسل إلى معاوية رسله وهم الطرماح ، وجرير بن عبد الله البجلي وغيرهما قبل مسيره إلى صفين وكتب إليه مرة بعد أخرى يحتج عليه ببيعة أهل الحرمين له ، وسوابقه في الإسلام لئلا يكون بين أهل العراق وأهل الشام محاربة ومعاوية يعتل بدم عثمان ، ويستغوي بذلك جهال الشام ، وأجلاف العرب ، ويستميل إليه طلبة الدنيا الدنية بالأموال والولايات وكان يشاور في أثناء ذلك ثقاته ، وأهل مودته وعشيرته في قتال علي ( عليه السلام ) فقال له أخوه عتبة هذا أمر عظيم لا يتم إلا بعمرو بن العاص فإنه قريع زمانه في الدهاء والمكر ، يخدع ولا يخدع ، وقلوب أهل الشام مايلة إليه ، فقال له معاوية : صدقت والله ، ولكنه يحب عليا فأخاف أن لا يجيبني ، قال : أخدعه بالأموال ، والولايات ، فكتب إليه معاوية : من معاوية بن أبي سفيان خليفة عثمان بن عفان إمام المسلمين ذي النورين ، ختن المصطفى على ابنته ، وصاحب جيش العسرة ، وبئر دومة ، المعدوم الناصر ، الكثير الخاذل ، المحصور في منزله ، المقتول عطشا وظلما في محرابه ، المعذب بأسياف الفسقة ، إلى عمرو بن العاص صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وثقته ، وأمير عسكره بذات السلاسل ، المعظم رأيه المفخم تدبيره ، أما بعد : فلن يخف عليك احتراق قلوب المؤمنين ، وما أصيبوا به من الفجيعة بدم عثمان ، وما ارتكب به جاره حسدا وبغيا بامتناعه من نصرته ، وخذلانه إياه ، واشيا به العامة عليه ، حتى قتلوه في محرابه ، فيا لها من مصيبة عمت جميع المسلمين ، وفرضت عليهم طلب دمه من قتلته ، وأنا أدعوك إلى الحظ الأجزل من الثواب ، والنصيب الأوفر من حسن المآب ، بقتال من آوى قتلة عثمان . فكتب إليه عمرو : من عمرو بن العاص . . . ؟

156

نام کتاب : غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام نویسنده : السيد هاشم البحراني    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست