مكة ، فاقرأه عليهم ، فلحقته بالجحفة ، فأخذت الكتاب منه ، ورجع أبو بكر ( رض ) إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : يا رسول الله نزل في شئ ؟ قال : لا [1] ، ولكن جبريل جائني فقال : لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك [2] . الرضوي : فلم ير الله أبا بكر أهلا لإبلاغ رسالة واحدة إلى المشركين من قبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولم يأتمنه على ذلك ، حيث لم يكن من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فبعث جبرئيل الأمين إلى نبيه الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يأمره بعزله عما فوض إليه من إبلاغ براءة إلى أهل مكة ، فيمتثل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمر الرب تعالى شأنه ، فيبعث ابن عمه الإمام عليا ( عليه السلام ) فورا خلفه ويقول له : فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه ، فيسرع الإمام ، ويجد في السير فيلحقه وهو بالجحفة ، فيأخذ منه الآيات الكريمة ، ويؤديها هو بنفسه إلى أهل مكة نيابة عن ابن عمه الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . ألا تدلنا هذه الواقعة على عدم لياقة أبي بكر للنيابة عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقيامه مقامه من بعده ؟ ما لكم لا تتفكرون ؟ وقد ورد الحديث في ذلك في عدة من كتب السنة منها ( فرائد السمطين ) ج 1 ص 61 طبع بيروت عام 1398 و ( جامع الأصول من أحاديث الرسول ) ج 9 ص 475 ط بيروت عام 1404 و ( المستدرك على الصحيحين ) ج 3 ص 52 وقال الحاكم معلقا عليه : صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه . قال الشيخ محمد العربي التباني الجزائري : إن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أمر عليا على تبليغه عنه أوامر شرعه إلى جميع العرب ، وتلاوته عليهم سورة براءة ، وقال عليه الصلاة والسلام : لا يبلغ عني إلا رجل من أهل بيتي [3] .
[1] خلو هذا الحديث من جملة ( أنت صاحبي في الغار ) الواردة في ذخائر العقبى في رواية أبي سعيد أو أبي هريرة ، ومن جملة ( ما حدث فيك إلا خير ) الواردة في رواية أحمد عن أبي بكر نفسه يؤكد لنا وضعهما في ذينك الحديثين للغاية التي أشرنا إليها هناك . [2] مسند أحمد ج 1 ص 151 ط مصر عام 1313 . [3] تحذير العبقري من محاضرات الخضري ج 2 ص 17 .