تنهى عن الكذب وأنت تكذب ؟ ألم تقرأ يا أبا بكر قوله تعالى ( لم تقولون ما لا تفعلون ، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) [1] . روى أحمد بن حنبل عنك أنك قلت : عليكم بالصدق فإنه مع البر ، وهما في الجنة ، وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار [2] . قال محمد بن أحمد الذهبي الشافعي : وصح أن الصديق خطبهم فقال : إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار [3] . هذا ما رواه أحمد والذهبي عنك في نهيك عن الكذب ، الصفة الرذيلة التي تضع من قيمة الإنسان ، وتسلب منه ثقة المجتمع به . وقد روى السيوطي عنك ، وهو من أولياءك وأتباعك ، أنك قلت : إن آخر صلاة صلاها النبي عليه الصلاة والسلام خلفي [4] . ولا ريب أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يصل خلف أحد من المسلمين إطلاقا ، بلغ ما بلغ من المنزلة عنده فضلا من أن يصلي خلفك يا أبا بكر ، ولو صح له أن يصلي خلف أحد لصلى خلف عمه العباس بن عبد المطلب إذ كان أسن منه ، أو خلف علي ( عليه السلام ) وهو ابن عمه ووصيه وخليفته من بعده . إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إمام المسلمين أجمعين ولا يجوز أن يأتم الإمام المعصوم بالمأموم غير المعصوم في الصلاة ، هذا وقد ورد عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال في إمام الجماعة : يؤمهم أقرؤهم لكتاب الله . ولم تكن أنت أقرؤهم لكتاب الله حتى تصح صلاته خلفك . روى البخاري عن عمر أنه قال : أقرؤنا
[1] سورة الصف آية 2 . [2] المسند ج 1 ص 3 و 5 ط مصر عام 1313 المطبعة الميمنية . [3] تذكرة الحفاظ ج 1 ص 3 ط بيروت . [4] تاريخ الخلفاء ص 82 ط بيروت عام 1389 نشر دار التراث العربي .