وقد قرّر الشيخ المفيد هذا الادّعاء بقوله : « والغلاة من المتظاهرين بالإسلام الذين نسبوا أمير المؤمنين والأئمّة من ذرّيته عليهم السلام إلى الألوهيّة ، ووصفوهم من الفضل في الدِّين والدُّنيا إلى ما تجاوز فيه الحدّ وخرجوا عن القصد » [1] . وأخرج أحمد بن حنبل عن ربيعة بن ناجد عن عليّ رضي الله عنه قال : « قال لي النبيّ صلّى الله عليه ] وآله [ وسلّم : فيك مَثَل من عيسى ، أبغضته اليهود حتّى بهتوا أُمّه ، وأحبّته النصارى حتّى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به ؛ ثمّ قال : يهلك فيَّ رجلان ; محبٌّ مطري يفرطني بما ليس فيَّ ، ومبغضٌ مفتر يحمله شنآني على أن يبهتني » [2] . وقال الحاكم في المستدرك : « صحيح الإسناد ولم يخرجاه » [3] . وعن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « يا عليّ مثلك في أُمّتي مثل المسيح عيسى بن مريم ، افترق قومه ثلاث فرق : فرقة مؤمنون وهم الحواريّون ، وفرقة عادوه وهم اليهود ، وفرقة غلوا فيه فخرجوا عن الإيمان ، وإنّ أمّتي ستفترق فيك ثلاث فرق ; ففرقة شيعتك وهم المؤمنون ، وفرقة عدوّك وهم الشاكّون ، وفرقة تغلو فيك وهم الجاحدون » [4] . من هنا تصدّى أئمّة أهل البيت عليهم السلام بشدّة لإبطال ودحض هذه المقولة ، بالتأكيد أنّهم عبيد مربوبون ، في نصوص كثيرة ، منها :
[1] تصحيح اعتقادات الإماميّة ، مصدر سابق : ص 131 . [2] مسند أحمد بن حنبل ، مصدر سابق : ج 1 ص 160 . [3] المستدرك على الصحيحين ، مصدر سابق : ج 3 ص 123 . [4] بحار الأنوار ، مصدر سابق : ج 25 ص 264 ، الحديث : 4 .