responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 456


عن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : « سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول : رحم الله عبداً أحيا أمرنا ، فقلت له : وكيف يُحيي أمركم ؟ قال : يتعلّم علومنا ويعلّمها الناس ، فإنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا » [1] .
وقد بيّن القرآن الكريم الطرق التي لا بدّ من اتّباعها لبيان المعارف والحقائق من خلال قوله تعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) ( النحل : 125 ) .
والتأمّل في موارد استعمال هذه الاصطلاحات « يعطي أنّ المراد بالحكمة - والله أعلم - الحجّة التي تنتج الحقّ الذي لا مرية فيه ولا وهن ولا إبهام . والموعظة هو البيان الذي تلين به النفس ويرقّ له القلب ، لما فيه من صلاح حال السامع من العِبر وجميل الثناء ومحمود الأثر ونحو ذلك . والجدال هو الحجّة التي تستعمل لفتل الخصم عمّا يصرّ عليه وينازع فيه من غير أن يريد به ظهور الحقّ بالمؤاخذة عليه من طريق ما يتسلّمه هو والناس أو يتسلّمه هو وحده في قوله أو حجّته .
فينطبق ما ذكر في الآية من الحكمة والموعظة والجدال بالترتيب على ما اصطلحوا عليه في فنّ الميزان بالبرهان والخطابة والجدل » [2] .
ولعلّ ذكر هذه الطرق بهذا النحو للإشارة إلى أنّها مترتّبة حيث ترتّب أفهام الناس في استعدادها لقبول الحقّ ، فمن الناس خواصّ وهم أصحاب نفوس قويّة الاستعداد لإدراك المعاني ، قويّة الانجذاب إلى المبادئ العالية ،



[1] عيون أخبار الرضا : ج 1 ص 275 ، الباب 28 فيما جاء عن الإمام علي بن موسى من الأخبار المتفرّقة ، الحديث : 96 .
[2] الميزان في تفسير القرآن ، مصدر سابق : ج 12 ص 371 .

456

نام کتاب : علم الإمام نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 456
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست