عن ابن سنان أو غيره رفعه إلى أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : « إنّ حديثنا صعبٌ مستصعب ، لا يحتمله إلاّ صدور منيرة أو قلوب سليمة وأخلاق حسنة ، إنّ الله أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على بني آدم ، حيث يقول عزّ وجلّ : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ) ( الأعراف : 172 ) ، فمَن وفّى لنا وفّى الله له بالجنّة ، ومن أبغضنا ولم يؤدِّ إلينا حقّنا ففي النار خالداً مخلّداً » [1] . من هنا أكّدت الروايات الواردة في أخذ الميثاق ، أنّ الله تعالى أخذ على بني آدم الطاعة للأنبياء والأوصياء ، منها : عن الأصبغ بن نباتة عن عليّ عليه السلام قال : « أتاه ابن الكوّاء فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن الله تبارك وتعالى ، هل كلّم أحداً من ولد آدم قبل موسى ؟ فقال عليّ : قد كلّم الله جميع خلقه برّهم وفاجرهم ، وردّوا عليه الجواب . فثقل ذلك على ابن الكوّاء ولم يعرفه ، فقال له : كيف كان ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال له : « أوَ ما تقرأ كتاب الله إذ يقول لنبيّه : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى ( فقد أسمعهم كلامه وردّوا عليه الجواب ، كما تسمع في قول الله يا بن الكوّاء : ( قَالُوا بَلَى ( فقال لهم : إنّني أنا الله لا إله إلاّ أنا ، وأنا الرحمن الرحيم ، فأقرّوا له بالطاعة والربوبيّة ، وميّز الرّسل والأنبياء والأوصياء وأمر الخلق بطاعتهم ، فأقرّوا
[1] بصائر الدرجات الكبرى ، مصدر سابق : ج 1 ص 70 ، باب في أئمّة آل محمّد وأنّ حديثهم صعبٌ مستصعب ، الحديث : 104 .