والمراد به العلم الحاصل لهم بعد العلم الماضي عن طريق الجفر والجامعة ومصحف فاطمة سلام الله عليها ، وغيرها من الكتب ، ومن أجل ذلك وصفه الإمام عليه السلام بأنّه مزبور ، فكلّ من الغابر والمزبور وصف لنفس العلم . وقد فسّر الغابر عدد من المحقّقين بالعلم المتعلّق بالأمور الآتية المحتومة ، قال المازندراني : « والغابر المحتوم الذي تعلّق علمنا به ، وهو كلّ ما يكون مزبوراً مكتوباً عندنا بخطّ عليّ عليه السلام وإملاء الرسول وإملاء الملائكة ، كما هو في تفسير الجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام » [1] . إلاّ أنّ ما ذكره وإن كان من متعلّقات علمهم الغابر ، لكنّها ليست جميع متعلّقاته ، إذ منها علوم الشرائع والأحكام كما سيأتي ، وهي أمور حالية ولا يشملها هذا التفسير ، فالتفسير الأوّل أولى وأشمل وأنسب بسياق الحديث ، وعليه شواهد أخرى من النصوص الروائيّة . ويحتمل - كما عن المجلسي - أن يكون الغابر علمهم المتقدّم على زمن إمامتهم ، ويكون المزبور هو ما يأتيهم بعد إمامتهم من جهة الكتب التي دفعت إليهم عن الإمام المتقدّم ، إذ الغابر من الأضداد كما تقدّم . قال في « مرآة العقول » في ذيل حديث مفضّل بن عمر المتقدّم : « قوله عليه السلام : « فما تقدّم من علمنا » أي معلومنا أي العلم بالأمور الماضية ، أو المراد ما سمعه من الإمام المتقدّم في حال حياته وعند موته ، وهو متقدّم على الإمامة ، فالمراد بالمزبورة ما يقرؤه بعد الإمامة في الكتب التي دفعها إليه الإمام المتقدّم » [2] .
[1] شرح أصول الكافي والروضة ، مصدر سابق : ج 6 ص 44 . [2] مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول ، مصدر سابق : ج 3 ص 138 .