فأعطاه نصفها وأخذ رسول الله صلّى الله عليه وآله نصفها ، ثمّ قال : أنت شريكي فيه وأنا شريكك فيه . قال : فلم يعلم والله رسول الله صلّى الله عليه وآله حرفاً ممّا علّمه الله عزّ وجلّ إلاّ وقد علّمه عليّاً ، ثمّ انتهى العلم إلينا ثمّ وضع يده على صدره » [1] . ومن الواضح أنّ تعبير الإمام بأنّ الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله فَلَقَ إحدى الرمّانتين إلى نصفين ، فأكل نصفاً وأطعم عليّاً عليه السلام نصفاً ، لا يعني أنّ العلم الذي عند رسول الله صلّى الله عليه وآله لا يوجد عند الإمام علي عليه السلام كما هو ظاهر التعبير بأكل كلّ منهما نصفاً ، بل إنّ الإمام يريد الإشارة إلى نكتة مهمّة وهي مساواة عليّ أمير المؤمنين مع رسول الله صلّى الله عليه وآله في العلم ، كما هو واضح من ذيل الرواية ، ونصوص أخرى في المقام ، حيث سأل السائل : أصلحك الله كيف كان يكون شريكه فيه ؟ قال عليه السلام : « لم يعلّم الله محمّداً صلّى الله عليه وآله علماً إلاّ أمره أن يعلّمه عليّاً عليه السلام » [2] . فإذا ضممنا إلى ذلك أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أُعطي جميع ما أعطي النبيّون وزيادة ، يثبت بنحو لا مجال للريب فيه أنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام هم أعلم من جميع الأنبياء والمرسلين . عن أبي بصير عن الإمام الصادق عليه السلام قال : قال لي : « يا أبا محمّد إنّ الله عزّ وجلّ لم يعط الأنبياء شيئاً إلاّ وقد أعطاه محمّداً صلّى الله عليه وآله » [3] .
[1] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 1 ص 263 ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الله عزّ وجلّ لم يعلّم نبيّه علماً إلاّ أمره أن يعلّمه أمير المؤمنين وأنّه كان شريكه في العلم ، الحديث : 3 . [2] المصدر السابق ، الحديث : 1 . [3] الأصول من الكافي ، مصدر سابق : ج 1 ص 225 ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة ورثوا علم النبيّ وجميع الأنبياء والأوصياء ، الحديث : 5 .