الصنف الأوّل : الغلاة شرّ خلق الله في أمالي الطوسي عن فضيل بن يسار قال : « قال الصادق عليه السلام : احذروا على شبابكم الغُلاة لا يفسدونهم ، فإنّ الغلاة شرّ خلق الله ، يصغّرون الله ويدّعون الربوبيّة لعباد الله ، والله إنّ الغلاة شرٌّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا . ثمّ قال عليه السلام : إلينا يرجع الغالي فلا نقبله ، وبنا يلحق المقصّر فنقبله . فقيل له : كيف ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال : لأنّ الغالي قد اعتاد ترك الصلاة والزكاة والصيام والحجّ ، فلا يقدر على ترك عادته وعلى الرجوع إلى طاعة الله عزّ وجلّ أبداً ، وإنّ المقصّر إذا عرف عَمِل وأطاع » [1] . عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : « اللّهُمَّ إنّي بريءٌ من الغُلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى ، اللّهُمَّ اخذلهم أبداً ، ولا تنصر منهم أحداً » [2] . عن عبد الرحمن بن كثير قال : قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام يوماً لأصحابه - في حديث طويل - : « فوالله ما نحن إلاّ عبيد الذي خلقنا واصطفانا ، ما نقدر على ضرٍّ ولا نفع ، وإن رحمنا فبرحمته ، وإن عذّبنا فبذنوبنا ، والله ما لنا على الله من حجّة ولا معنا من الله براءة ، وإنّا لميّتون ومقبورون ومنشرون . . . » . إلى أن قال عليه السلام : « ويلهم - أي الغلاة - ما لهم لعنهم الله ! لقد آذوا الله وآذوا رسوله صلّى الله عليه وآله في قبره وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن
[1] ترتيب الأمالي : ج 3 ص 57 ، الحديث : 1107 ، أمالي الطوسي : مجلس 33 ، الحديث : 12 . [2] المصدر السابق : ج 3 ص 58 الحديث 1108 ، أمالي الطوسي : المجلس 33 ، الحديث 13 .