من الحقائق التي تعرضت لها مجموعة كبيرة من الروايات وأولتها عناية فائقة ، ما جاء في وصف بعض أحاديث أهل البيت بالصعب المستصعب الذي لا يحتمله إلاّ مَلَكٌ مقرّب أو نبيٌّ مرسل أو عبدٌ امتحن الله قلبه للإيمان ، بل في بعضها أنّه لا يحتمله لا ملكٌ مقرّب ولا نبيٌّ مرسل ولا مؤمنٌ امتحن الله قلبه للإيمان . وهذه حقيقة مهمّة ينبغي تسليط الضوء عليها وبيان المراد منها ، لأنّ لها ارتباطاً وثيقاً بمستوى المعارف والحقائق التي يتوفّر عليها أئمّة أهل البيت عليهم السلام . من هنا سوف نعرض لذلك من خلال المباحث التالية : المبحث الأوّل : أقسام المعارف التي يتوفّر عليها أهل البيت تعرضت نصوص متعدّدة لأقسام المعارف والحقائق التي يتوفّر عليها أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، منها ما ورد عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن محمّد بن عبد الخالق عن أبي بصير قال : « قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام : يا أبا محمّد إنّ عندنا - والله - سرّاً من سرّ الله ، وعلماً من علم الله ، والله ما يحتمله ملكٌ مقرّب ولا نبيٌّ مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان ، والله ما كلّف الله ذلك أحداً غيرنا ولا استعبد بذلك أحداً غيرنا . وإنّ عندنا سرّاً من سرّ الله وعلماً من علم الله ، أمرنا الله بتبليغه ، فبلّغنا عن الله عزّ وجلّ ما أمرنا بتبليغه ، فلم نجد له موضعاً ولا أهلاً ولا حمّالة يحتملونه حتّى خلق الله لذلك أقواماً ، خلقوا من طينة خُلق منها