نام کتاب : عقيدة المسلمين في المهدي نویسنده : مؤسسة نهج البلاغة جلد : 1 صفحه : 94
يوم جالسا في - الرحبة - والناس حوله مجتمعون ، فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ! أنت بالمكان الذي أنزلك الله به وأبوك معذب في النار ؟ فقال له علي بن أبي طالب : مه ، فض الله فاك ، والذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله فيهم ، أبي معذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار ؟ ! ! والذي بعث محمدا بالحق نبيا إن نور أبي يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلائق كلهم إلا خمسة أنوار : نور محمد _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، ونوري ، ونور الحسن ، ونور الحسين ، ونور تسعة من ولد الحسين ، فإن نوره من نورنا خلقه الله تعالى قبل أن يخلق آدم _ عليه السلام _ بألفي عام [1]
[1] احتجاج الطبرسي : 340 ، البحار : 9 / 15 ، وذكر له مصدرين هما : الاحتجاج ، والثاني : أمالي ابن الشيخ بهذا السند : عن الحسين بن عبيد الله ، عن هارون بن موسى ، عن محمد بن همام ، عن علي بن الحسين الهمداني ، عن محمد بن البرقي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن الصادق _ عليه السلام _ ، عن آبائه _ عليهم السلام _ . . . الخ . وذكره الامام شمس الدين أبي علي فخار بن معد الموسوي في كتابه الجليل الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب : 15 فقال : وبالإسناد عن الشيخ أبي الفتح الكراجكي - رحمه الله - قال : حدثنا الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي - رضي الله عنه - قال : حدثني القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان بن عبد الله النصيبي في داره ، قال : حدثنا جعفر بن محمد العلوي ، قال : حدثنا عبيد الله أحمد قال : حدثنا محمد بن زياد ، قال : حدثنا مفضل ابن عمر ، عن جعفر بن محمد الصادق _ عليهم السلام _ ، عن أبيه ، عن آبائه - عليهم السلام - . . . الخ ، المناقب المائة للشيخ أبي الحسن بن شاذان ، كنز الكراجكي : 80 ، أمالي ابن الشيخ : 192 ، تفسير أبي الفتوح : 4 / 211 ، الدرجات الرفيعة ، ضياء العالمين ، تفسير البرهان : 3 / 794 . شيخ البطحاء ، ورئيس مكة ، وشيخ قريش ، أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، عم الرسول وكافله ، وأبو الأئمة ( سلام الله عليهم أجمعين ) . كان أبو طالب _ عليه السلام _ شيخا وسيما جسيما ، عليه بهاء الملوك ووقار الحكماء ، وكانت قريش تسميه : الشيخ ، وكانوا يهابونه ، ويخافون سطوته ، وكانوا يتجنبون أذية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أيامه ، فلما توفي ( سلام الله عليه ) ، اجتروا عليه واضطر إلى الهجرة من وطنه مكة المكرمة إلى المدينة المنورة . قيل لأكثم بن صيفي - حكيم العرب - : ممن تعلمت الحكمة والرياسة ، والحلم والسيادة ؟ قال : من حليف الحلم والأدب ، سيد العجم والعرب ، أبو طالب بن عبد المطلب . وجرى ذات يوم كلام خشن بين معاوية بن أبي سفيان وصعصعة وابن الكواء ، فقال معاوية : لولا أني أرجع إلى قول أبي طالب لقتلتكم وهو : قابلت جهلهم حلما ومغفرة * والعفو عن قدرة ضرب من الكرم وكان ( سلام الله عليه ) مستودعا للوصايا فدفعها إلى رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، وهو الذي كفله وحماه من قريش ودافع عنه . روى عن فاطمة بنت أسد : أنه لما ظهر امارة وفاة عبد المطلب قال لأولاده : من يكفل محمدا ؟ قالوا : هو أكيس منا ، فقل له يختار لنفسه ، فقال عبد المطلب : يا محمد ! جدك على جناح السفر إلى القيامة ، أي عمومتك وعماتك تريد أن يكفلك ؟ فنظر في وجوههم ثم زحف إلى عند أبي طالب ، فقال له عبد المطلب : يا أبا طالب ! إني قد عرفت ديانتك وأمانتك ، فكن له كما كنت له . كانت لابي طالب _ عليه السلام _ مواقف في موازرة الرسول _ صلى الله عليه وآله وسلم _ ، ومقاومته المشركين ، وله كثير من أمثالها في دفاعه عن محمد ، وعن دين محمد ، وعن قرآن محمد ، وعن أتباع محمد . فهلا يأخذك العجب بعد اطلاعك على هذا وشبهه من أقوال أبي طالب وأفعاله ، ألا تستغرب بعد هذا لو سمعت بعصابة أثرت فيها الروح الأموية الخبيثة ، فدفعها خبث عنصرها ، ورداءة نشأتها ، وجرها الحقد إلى القول بأن أبا طالب _ عليه السلام _ مات كافرا ! ! ! وإن تعجب فعجب قولهم : أبو طالب يموت كافرا ؟ ! ! ! . أبو طالب الذي يقول : ولقد علمت بأن دين محمد * من خير أديان البرية دينا يموت كافرا ؟ ! ! ! أبو طالب الذي يقول : ليعلم خيار الناس أن محمدا * وزير لموسى والمسيح بن مريم أتانا بهدى مثل ما أتيا به * فكل بأمر الله يهدي ويعصم يا لله ويا للعجب قائل هذا يموت كافرا ؟ ! ! ! أبو طالب الذي يقول : ألا تعلموا أنا وجدنا محمدا * رسولا كموسى خط في أول الكتب ويقول مخاطبا رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ : أنت النبي محمد * قرم أغر مسود وهو الذي يقول : لقد أكرم الله النبي محمدا * فأكرم خلق الله في الناس أحمد وشق له من اسمه ليجله * فذو العرش محمود وهذا محمد ويقول : قل لمن كان في كنانة في العز * وأهل الندى وأهل المعالي قد أتاكم من المليك رسول * فاقبلوه بصالح الاعمال ويقول : فخير بني هاشم أحمد * رسول الاله على فترة ويقول : إن ابن آمنة النبي محمد * عندي بمنزلة من الأولاد ويقول : صدق ابن آمنة النبي محمد * فتميزوا غيظا به وتقطعوا إن ابن آمنة النبي محمد * سيقوم بالحق الجلي ويصدق أبو طالب الذي يقول : يا شاهد الله علي فاشهد * آمنت بالواحد رب أحمد من ظل في الدين فإني مهتدي كل هذا وأبو طالب مات كافرا ! ! ! إذا كان الايمان بالتوحيد والاقرار بنبوة محمد لا تكفي في إيمان الرجل ، ويكون معتقدها والمقر بها كافرا ، فما هو الاسلام اذن ؟ ! ! إذا كان الذب عن رسول الله والاعتراف بنبوته كفرا فما هو الاسلام ؟ طبعا يقول لسان حال تلك العصابة في الجواب : الايمان أن تتمكن في نفسك مبادئ أبي سفيان ، وتأمن بالذي يحلف به أبو سفيان ، وتقول كما قال : ما من جنة ولا نار . أسمعت هذا وبعد فهلا ترفع يدك إلى الدعاء وتقول معي : اللهم ! ادخلني النار التي يقطن فيها علي بن أبي طالب ، واجعلني في الضحضاح الذي فيه أبو طالب ، ولا تدخلني الجنة التي يدخل فيها أبو سفيان ، ومعاوية بن أبي سفيان ، ويزيد بن معاوية ، فسلام على تلك النار ، ولعنة الله على هذه الجنة . ولولا أبو طالب وابنه * لما مثل الدين شخصا فقاما فذاك بمكة آوى وحامي * وذاك بيثرب خاض الحماما فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
94
نام کتاب : عقيدة المسلمين في المهدي نویسنده : مؤسسة نهج البلاغة جلد : 1 صفحه : 94