نام کتاب : عقيدة المسلمين في المهدي نویسنده : مؤسسة نهج البلاغة جلد : 1 صفحه : 310
إن أمرنا صعب مستعصب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان ، لا يعي حديثنا إلا حصون حصينة ، أو صدور أمينة أو أحلام رزينة ، يا عجبا كل العجب بين جمادي ورجب . فقال رجل من شرطة الخميس : ما هذا العجب يا أمير المؤمنين ؟ قال : ومالي لا أعجب وسبق القضاء فيكم وما تفقهون الحديث ، ألا صوتات بينهن موتات ، حصد نبات ونشر أموات ، واعجبا كل العجب بين جمادي ورجب . قال أيضا رجل يا أمير المؤمنين : ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه قال : ثكلت الآخر أمه وأي عجب يكون أعجب منه أموات يضربون هام الاحياء قال : أنى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، كأني أنظر قد تخللوا سكك الكوفة وقد شهروا سيوفهم على مناكبهم ، يضربون كل عدو لله ولرسوله وللمؤمنين وذلك قول الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور " [1] ألا يا أيها الناس ! سلوني قبل أن تفقدوني إني بطرق السماء أعلم من العالم بطرق الأرض ، أنا يعسوب الدين وغاية السابقين ولسان المتقين ، وخاتم الوصيين ، ووارث النبيين ، وخليفة رب العالمين ، أنا قسيم النار ، وخازن الجنان ، وصاحب الحوض ، وصاحب الأعراف ، وليس منا أهل البيت إمام إلا عارف بجميع أهل ولايته ، وذلك قول الله تبارك وتعالى : " إنما أنت منذر ولكل قوم هاد " [2] ألا يا أيها الناس سلوني قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية تطأ في خطامها بعد موت وحياة أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ، رافعة ذيلها تدعو يا ويلها بذحلة أو مثلها .